أردان زنتورك  – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

قال "إنغين ألتاي" نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري في تصريحه عقب اعتقال أنيس بربرأوغلو، النائب عن حزب الشعب الجمهوري، لتورطه في تسريب صور تابعة لجهاز الاستخبارات التركي: "سيأتي يوم يُحاسب فيه رجب طيب أردوغان في المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب هذه الملفات". في حين لم يسأل أي من الصحفيين إنغين ألتاي عن جرائم الحرب التي يزعم تورط أوردوغان بها. في جميع الأحوال، يوجد الكثير من المزاعم المتداولة حول تنظيم الكيان الموازي. على سبيل المثال، الانقلاب المدبّر.

هل سيحاسب الجنود والمدنيين الذي يواجهون بي كي كي تحت إدارة الرئيس أردوغان والحكومة التركية الحالية بتهمة ارتكاب جرائم حرب أيضا؟

هل أصبحت مواجهة تنظيم الكيان الموازي الذي زرعته القوى الإمبريالية داخل تركيا وقام بتوجيه سلاح الشعب ضد الشعب ليلة 15 تموز/يوليو تمثل جريمة حرب؟

إذا كانت إجابة إنغين ألتاي عن هذه الأسئلة بـ "نعم"، فذلك يوضّح كل شيء، وليس هناك ما يمكن قوله في هذا الصدد. أما إذا استمر بالتمسك في فخ الشاحنات التابعة لجهاز الاستخبارات الوطنية الذي نصبه الصهيونيون وأمريكا بوساطة تنظيم الكيان الموازي، فسلام على حزب الشعب الجمهوري لأن نقطة النهاية بالنسبة إلى مسيرتهم ستكون الخيانة.

هل يمكن أن تنتهي مسيرة المحاولة لإيقاع تركيا، التي وصلت إلى الذروة في مكافحة داعش التي يدعمها ويستخدمها الجميع، في الفخ من قبل جهات معروفة في نقطة غير الخيانة؟

لقد قرأت تقرير الخونة التابعين لتنظيم الكيان الموازي والفارين إلى أراضي الدول الإمبريالية باسم اللجوء السياسي والمؤلف من 138 صفحة تحت عنوان "السعي إلى الحقيقة"، إذ إنهم يقولون "ستحاسبون" أيضاً. في جميع الأحوال، الهدف من هذا التقرير هو دعم مزاعم "الانقلاب المدبّر" التي يتداولها كليجدار أوغلو باستمرار.

هل يليق بحزب الشعب الجمهوري الذي أسسه مصطفى كمال أتاتورك أن يتداول الكلمات التي يستخدمها العملاء الإمبرياليون؟

هل يليق بحزب أتاتورك أن يسعى خلف حقوق تنظيم الكيان الموازي تاركاً حقوق الشعب التركي الذي واجه محاولة الانقلاب الإمبريالية إلى جنب؟

هل يليق بحزب أتاتورك أن يخرج في مسيرة مع عناصر بي كي كي وحزب الشعوب الديمقراطي باحثاً عن العدالة في حين لم ينطق بأي كلمة حول الشهداء الذين سقطوا خلال حروب البقاء؟ .. بالتأكيد لا.

مصافحة الديكتاتوريين

عند النظر إلى ماضي حزب الشعب الجمهوري، نجد أنهم أرسلوا وفودهم في زيارات نوايا حسنة إلى دمشق في أعوام 2011، 2013، 2015 لمصافحة الديكتاتوري السوري. لم يكتفوا بذلك، إذ قاموا خلال شهر مارس من العام الماضي بزيارة الانقلابي المصري "السيسي" لرفع معنوياته.

إن الذين صافحوهم خلال زياراتهم هم رؤساء ديكتاتوريون لدولٍ امتلأت سجونها بالمعتقلين الأبرياء، لا تخلى كراسي الإعدام فيها من الضحايا، إضافةً إلى قتل مؤيدي الديمقراطية فيها.

بالنسبة إلى كليجدار أوغلو وفريق حزب الشعب الجمهوري هؤلاء الديكتاتوريين هم أشخاص جيدون، أما أردوغان الذي وصل إلى منصبه من خلال انتخابات شرعية ولم يترك شبراً لم يزره في تركيا هو الديكتاتوري.

كليجدار أوغلو يبحث عن العدالة من خلال الخروج في مسيرة إلى جانب النساء المؤيدات لتنظيم الكيان الموازي، مسيرة مدعومة من جبل قنديل، إضافةً إلى مشاركة حزب الشعوب الديمقراطي بها أيضاً.

السؤال الرئيس: بماذا تدين لتنظيم الكيان الموازي؟

إن الوصول إلى منصب رئاسة حزب أتاتورك من خلال نصب الفخاخ ليس أمر جيد. إذ وصل تقييدهم لكليجدار أوغلو إلى درجة لا تسمح له بفعل ما يتوجب عليه القيام به، أو أن يخرج ويقول: "مصالح الأمة هي الأهم، وليست مصالحي الشخصية".

يزعم الانقلابيون التابعون لتنظيم الكيان الموازي خلال تقريرهم أن "أردوغان، يلدرم، أكار، فيدان، بيرينتشيك وأكسكاللي" هم الانقلابيون الحقيقيون، وكليجدار أوغلو كذلك يدّعي المزاعم نفسها.

في حال حدوث ذلك، لما كان بيرينتشيك في فريق المدبرين لهذا الانقلاب، في حين كان دولت باهتشيلي زعيم حزب الحركة القومية هو رائد هذا الانقلاب. علماً أن باهشتيلي لم يتزحزح عن موقفه الوطني منذ 7 يونيو/حزيران. لماذا لم يذكروا اسم باهتشيلي أيضاً في هذه القائمة؟ .. لأن ذكر أسماء باهتشيلي وبيرينتشيك ضمن فريق واحد خلال انقلاب مدبّر سيكون مثيراً للسخرية.

إنها عملية مدبرة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية:

تم الإمساك بأمريكا متلبسة بالجريمة ليلة 15 تموز/يوليو. الأحداث التي جرت في إطار ما أسموه بالانقلاب المدبّر وابتزاز المحاكم الدولية هي عمليات تهدف إلى التغاضي عن هذا الوضع. لم تنجح وكالة الاستخبارات المركزية في تحقيق هدفها، ويحاولون الآن إزالة التهم عنهم. إنه أمر واضح.

يمكن لكليجدار أوغلو أن يتابع مسيره الآن. طريقه مفتوح إلى واشنطن. يمكنه الآن أن يلتقي بـ "ميشيل روبن" هناك.

عن الكاتب

أردان زنتورك

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس