بولنت إرنديتش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

تتقدّم تركيا الجديدة بخطىً حثيثة نحو كسر الأغلال التي شلّت حركة التّقدّم للدّولة التركية منذ عقود. فقد أقدمت الحكومة التركية بقيادة أحمد داوود أوغلو بخطواتٍ جادةٍ وملموسة نحو حل مسألة الأكراد والعلويّين. وتوالت الانفتاحات في هذين المجالين لوقف النزيف الاجتماعي النّاتج عن هاتين المشكلتين.

ومن المعروف أنّه تمّ خلال السّنوات الماضية قطع أشواط كبيرة فيما يخصّ مسألة المصالحة الوطنية مع الأكراد.

والآن نجد أنّ الحكومة التركية تعتزم حل الأزمة العلوية التي ظلّت طيّ الكتمان منذ عقود طويلة. فلن يستطيع أحد أن يقف في وجه الدّولة التركية بعد حلّ هذه الأزمة، وستتقدّم بسرعة نحو تحقيق الأهداف المنشودة لعام 2023.

فتركيا العظمى معنية بإعادة توثيق العلاقات السياسية والاقتصادية والثّقافية بين دول البلقان والقوقاز والشّرق الأوسط من جديد.

ويجب أن لا نهمل أهمّية العمق الدّاخلي في استراتيجية بناء تركيا العظمى. فالمناطق الجنوبية والشرقية تستحوذ على أهمية كبيرة في طريق بناء الدّولة التركية العظمى. ولهذا السّبب نجد أنّ داوود أوغلو (صاحب كتاب العمق الاستراتيجي) يولي اهتماماً بالغاً لهذه المناطق.

فقد أعلن أحمد داوود أوغلو أنّه سيبدأ حملته الانتخابية من مدينة "هاكاري" وذلك لمنع محاور الشّر الداخلية والخارجية من زرع الفتنة بين أطياف ومكوّنات المجتمع التركي.

كما دعا داوود أوغلو حزبي الشّعب الجمهوري والحركة القومية إلى الانفتاح على المناطق الجنوبية والشّرقية للبلاد قائلاً: "إنني أعشق كل ذرّةٍ من تراب هذا الوطن. وها أنا ذاهب إلى الجنوب والشّرق والشّمال والغرب. فهيّا تعالوا أنتم أيضاً".

أفاق زيارة داوود أوغلو إلى مدينة طونجلي  

أبدى رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو شجاعة قلّ نظيرها عندما شبّه مجزرة مدينة طونجلي بحادثة كربلاء. وكذلك الخطاب الذي ألقاه أمس في جامعة طونجلي، كان مليئاً بأشياء لم يستطع أحد من قبل التفوّه بها.

هنا يجب أن نستذكر بعض ما جاء في هذا الخطاب:

"سيتمّ تجاوز الضّغوطات النّفسيّة والخروج من حصار القوالب الضّيقة".

"لن يسمح بعد اليوم لأيّة إيديولوجية في التّحكّم بإدارة البلاد وسيكون ارتباط الدّولة مع الشّعب فقط".

"سيتمّ تحويل الثكنة العسكرية القديمة في مدينة درسيم إلى متحف للزّوّار".

"استبدال اسم جامعة طونجلي بجامعة مونزور".

"سيتمّ خلال العام 2015 تخريج أول دفعةٍ من طلاب كلية الآداب ولغة الزازا".

"سيتمّ تغيير أسماء الأزقّة والأحياء بناءً على رغبة ساكنيه".

"تحقيق المساواة بين جميع فئات وأطياف الشّعب".

"ستتمّ إزالة العبر والأفكار المستفزة من كتب التربية الدّينية في المدارس".

ستؤدي هذه الاستراتيجية التي أعلن عنها داوود أوغلو في مدينة طونجلي، إلى كتم أنفاس الغربيّين الذين استغلّوا الأكراد والعلويّين لسنواتٍ طويلة من أجل تحقيق مآربهم ومخطّطاتهم في تركيا والمنطقة. ولن يستطيع هؤلاء بعد اليوم زرع الفتنة بين طوائف هذا المجتمع.

الخلاصة: تتقدّم الدّولة التركية بخطىً حثيثة نحو تحقيق المصالحة مع كل شرائح ومكوّنات المجتمع. كما تمضي بسرعةٍ نحو إنشاء دستور جديد يمهّد الطّريق لدولة ديمقراطية قويّة.

عن الكاتب

بولنت إرانداتش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس