محمود القاعود - خاص ترك برس

لا شكَ أن تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية ، غير تركيا فيما قبل ذلك .. فقد شهدت الجمهورية التركية نهضة في كل المجالات (صحية وعلمية وطبية وعسكرية وهندسية واقتصادية وزراعية وبنية تحتية وثقافية وفكرية ... ).

ولعل هذا هو سبب التآمر الغربي الحثيث للقضاء علي هذه التجربة الفتية التي أذهلت أوروبا وأمريكا.

كما أنَ حزب العدالة والتنمية تبني سياسة الانفتاح علي القارة الإفريقية، لتطوير هذه البلاد المهمشة من قِبل الغرب. وهو ما يُلقي بمسؤولية تجاه تركيا ويجعلنا نلفت الانتباه للتوجه نحو دولة بحجم نيجيريا.

نيجيريا أكثرُ دوَل إفريقيا سكانًا (نحو 190 مليون نسمة) وتتمتع بموارد طبيعية، ونُموّ اقتصادي مطَّرد. ومع ذلك، ما زالت نيجيريا تفتقد كثيرًا من مقومات التقدم والرفاهية، وتعتمد لتوفيرها على دول أخرى، في مقدمتها الهند والصين وتايوان وأوربا، بينما تغيبُ عن الساحة النيجيرية الدول العربية والإسلامية، رغمَ أنها أقربُ جغرافيًّا وثقافيًّا للشعب النيجيري. وإذا كان غياب الدول العربية طبيعيًّا في ظل حالة الطغيان السياسي والانقسام الأهلي، فإن تركيا الناهضة مرشحة بقوة لملء هذا الفراغ وتعويض هذا الغياب.

وفي هذا الإطار يقول الباحث المصري والخبير في الشؤون النيجيرية  محمد علي لـ "ترك برس":

أولًا: في الناحية الاقتصادية يمكن لتركيا المنافسة بقوة على هذه السوق الاستهلاكية الكبيرة، عبرَ توفير الأدوية والأدوات الطبية والملابس والأواني وأدوات المطبخ والحلوى والبسكوت ومنتجات الألبان المختلفة والمنتجات الزراعية. (معظم الخضراوات والفواكه الطازجة الجيدة مِن جنوب أفريقيا).

ثانيًا: في الناحية الطبية والخدمات الصحية، تنتشر كثير من الأمراض والأوبئة في نيجيريا، منها التيفود والملاريا والكوليرا. والحاجةُ إلى أمصال وأدوية هذه الأمراض وغيرها مُلحّة ودائمة. وكذلك كل جهد في مكافحة هذه الأمراض مطلوب؛ كتطوير العشوائيات وتوصيل مياه الشرب النظيفة إلى البيوت وتدريب الكوادر الطبية وتطوير المستشفيات. (السفارة الأمريكية في أبوجا تعقد تدريبات دائمة للعاملين في المجال الطبي).

ثالثًا: الناحية الدينية والثقافية. نصف سكان نيجيريا مسلمون، ما يتجاوز عدد المسلمين في مصر أو تركيا. والمسلمون النيجيريون متدينون يحبون العرب والمسلمين ويعتزون بهم. المساجد كثيرة وتمتلئ بالمصلين، لكن العلماء والأئمة المؤهَّلون قليلون، وكثير منهم متأثرون بالمدرسة الدينية السعودية. ويمكن للمدرسة الدينية التركية الوسطية أن نقوم بدور رائد في إنشاء المساجد ورعايتها وإقامة المعاهد لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية. والناس متشوّقون إلى ذلك، لكن لا يجدون مَن يحقق لهم رجاءهم. (في الوقت نفسه ينتشر التبشير المسيحي والشيعي).

رابعًا: الناحية الاجتماعية. مع انتشار الفقر في هذه البلاد يمكن للمؤسسات الخيرية التركية أن تقوم بدور كبير في رعاية المُعوِزين في شتى المجالات.

والعلاقات السياسية طبعًا هي التي تضمن نجاح ذلك كله، وتفتح آفاقًا جديدة أمام السياسيين وأصحاب القرار.

وطالب الباحث محمد علي الحكومة التركية بسرعة البت في إرسال بعثات وقوافل اقتصادية وطبية ودينية.. خوفا من سيطرة التبشير المسيحي والشيعي ، ووقتها لن تجد تركيا أى مجال هناك وستضيع نيجيريا كما ضعت العديد من البلاد المسلمة من قبل.

عن الكاتب

محمود القاعود

صحفي وروائي مصري وعضو اتحاد الصحفيين العرب


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس