إمره أكوز  - صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تعيش الولايات المتحدة الأمريكية أزمة حقيقية في مواجهتها ضد داعش، وأكبر مشكلة تعاني منها هي عدم قدرتها على إيجاد قوة عسكرية تقاتل ذلك التنظيم على الأرض، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما، وخلال حملته الانتخابية وعد جماهيره بسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، لذا فهو اليوم لا يجد وسيلة لمهاجمة تنظيم "الدولة الإسلامية" سوى عبر القصف والهجمات الجوية.

من جهة أخرى، لا توجد أي دولة من دول التحالف الدولي مستعدة لإرسال جنودها إلى تلك الحرب، وأيضا تركيا لم ولن تقبل بالمشاركة العسكرية ضد جنود داعش، ولو أنّ الأخير لم يهاجم برزاني وعين العرب "كوباني" لما فكر الأكراد في محاربة داعش.

تحت كل هذه الشروط، اقترح البعض أنْ يتم تدريب الجيش السوري الحر، من أجل أن يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية"، وكأن الجيش السوري الحُر انتهى من معاناته وآلامه في حرب نظام الأسد، حتى يتفرغ لقتال داعش، فهو لن يستطيع محاربة النظام وداعش في نفس الوقت.

ولا بدّ من الإشارة هنا أنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، يقاتل ويحارب عن عقيدة وإيمان، فحتى لو كانت عقيدته خاطئة أو منحرفة أو ضالة، لكنّ وجود مثل هذا الإيمان وقوة العقيدة لدى أفراده يجعلهم يقاتلون بضراوة خصوصا عند الحديث عن مقاتلة أعداء حقيقيين لهم مثل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فإنّ إرسال جنود وجيوش من تلك الدول أمر محفوف بكثير من المخاطر الجمة، وهو ما تخشاه دول التحالف جميعها دون استثناء.

يضم التحالف الدولي المشكّل ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" عددا من الدول الغنية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وانجلترا واليابان والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، وهذا يعني أن الأموال التي يمتلكها التحالف هائلة وطائلة، فبدلا من أنْ تبحث دول التحالف على دولة وجيش ليقاتل داعش، أرى أنّ عليهم أن يبحثوا عن "أناس" يقاتلون ذلك التنظيم.

بما أنّ دول التحالف في معظمها دول غنية، وتملك من الأموال ما تستطيع به شراء أي شيء، فلماذا لا يقومون "باستئجار" عساكر مقاتلين ليحاربوا ضد داعش، لأنّ البحث المضني عن جنود تقاتل ضد هذا التنظيم بدون دفع أموال لهم لن يجدي نفعا، وهذا ما أوضحته في الأسطر السّابقة، لا يوجد دولة ولا يوجد جيش يرغب في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولا يوجد عقيدة قوية من طائفة أو جماعة أخرى تريد وترغب في محاربة هذا التنظيم، لهذا أعتقد أنّ الحل الأمثل هو جلب جنود "مرتزقة" لمجابهة ومحاربة داعش.

وبتشكيل قوة من مثل هؤلاء الجنود المقاتلين، تكون مدعومة بأموال دول التحالف، سيسهل من مهمة التعامل مع الأطراف في مرحلة ما بعد داعش، إذ لن يكون لهؤلاء "المرتزقة" أي مطلب سياسي مقابل ما قاموا به، واعتقد أنّ هذه الفكرة من الممكن مناقشتها ودراستها والعمل عليها.

عن الكاتب

إمره أكوز

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس