صلاح الدين العواودة - خاص ترك برس

متى بدأت علاقة اسرائيل بالامارات اذا كان التعاون العسكري قبل عشر سنوات على الأقل؟!

لما قرأت تقريرا بجريدة يديعوت أحرونوت بتاريخ التاسع من آب 2010 تحت عنوان ( رجالنا المميزون بدول الخليج ) كتبه الصحفي تصادوك يحزكيلي كان الأمر مثيرا للدهشة بالنسبة لي؛ ولكن لما أنعمت النظر ظانّا أن الحديث يتعلق برجال الموساد على غرار الذين اغتالوا القائد القسامي محمود المبحوح في دبي في التاسع عشر من كانون الثاني من نفس العام؛ زادت دهشتي عندما اكتشفت أنه و بعد تلك الحادثة التي ضربت أصداء بكل العالم و أصبح فيها العقيد ضاحي خلفان نجما إعلاميا أن تواجد أفضل رجال اسرائيليين بدول الخليج كان تواجدا أمنيا عسكريا رسميا و ليس تواجدا مهربا أو متسللا أو تجسّسيا سريا فالتواجد كان حسب الصحيفة لرجال من الشاباك ( جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي ) و من الوحدات الخاصة بالجيش و هذا التواجد بطلب و تنسيق من قبل دولة الخليج العربي. وأمّا عن سبب تواجدهم فذكرت الصحيفة أنه كان حماية المنشآت النفطية الخليجية من إيران و المقصود تدريب القوات الخليجية على أساليب حرب العصابات (الغوريلا) لحماية المنشآت النفطية و لمواجهة ما يسمى بالإرهاب وكانت تشمل التدريبات تدريبات على استخدام الأسلحة بمهارات عالية خصوصا المسدّسات بالإضافة لمهارات قتالية بدون أسلحة.

 هؤلاء الرجال (المتميزون) من اسرائيل كانوا يذهبون للخليج عن طريق شركة من القطاع الخاص يملكها مليادير يهودي – ليس مستبعداً أن يكون مارتن شلاف ذو العلاقات المميزة بالقائد الفتحاوي محمد دحلان وعدد من القادة العرب المخلوعين والحاليين - و عملت شركته بدول الخليج العربي في الأعوام 2008 و 2009 وما زالت.

 هؤلاء (الرجال المميزون) هم خريجو الوحدات الخاصة في جيش الاحتلال مثل السييرت متكال و الشلداغ و الشاباك و يقومون بتدريب مرتزقة للشركات الأمنية في الخليج العربي كما يدربون ما أسمته الصحيفة  (جيش دفاع آبار النفط )هناك  كما كانت تشمل هذه البعثة الاسرائيلية خرّيجين من سلاح الاستخبارات العسكرية و هؤلاء كانوا يعملون لقاء أجرة جيدة وكانوا يعلّمون المتدرّبين عقيدةً قتاليةً إسرائيلية، و من بين المهارات التي كانوا يتدربون عليها استخدام اسلحة مثل رشاش 0.5 و هجمات بأماكن سكنية و قتال بالأيدي و كشف أجسام مشبوهة و مطاردات ساخنة لما سمّوها خلايا إرهابية بالبحر ، آنذاك كانت دورة تدريبية شارك فيها حوالي300 متدرب اما المدرّبين فكانت أعمارهم حول 25 سنة يمتازون ببروز العضلات خصوصا و هم يلبسون قمصان التي شيرت حسب قول الصحيفة و على القمصان شعار الشركة التي تشغلهم وكانو يتكلمون الانجليزية الثقيلة و ينتحلون اسماء شخصيات أوروبية منها الألمانية و النمساوية و الإيرلندية .

تدريباتهم كانت تشمل أيضاً قتالا بأماكن سكنية بها بنايات و إطلاق نار أثناء الحركة و هجمات داخل منشآت ،وكان المدرّبون يكتبون الدروس باللغة العبرية ثم يتم ترجمتها للإنجليزية للمتدرّبين ، وكان يرأس هذه الفرق ضباط كبار من الشاباك و خصوصا من حراسة المؤسسات ممن وضعوا نظريات الحراسة و هؤلاء غالبا كانوا يسافرون الى الخليج عبر الأردن أو عبر الأناضول ، وعمل هؤلاء بالخليج بين أعوام 2007 و 2009 حسب الصحيفة. .

من روايات هؤلاء عن تجاربهم وصفهم للمتدربين الخليجيين يقول أحدهم : عندما نخرج من القاعدة العسكرية نتفاجأ بنوع السيارات المتوقفة و هي سيارات المتدربين و التي لا ترى مثلها إلا مع نجوم الرياضة العالميين من الفراري و أمثالها التي يبدأ سعرها من نصف مليون دولار فصاعداً.

اليوم بعد أن زادت وتواترت التقارير الاعلامية عن توثيق العلاقات اكثر وأكثر بين دولة الامارات واسرائيل سواء بالمستوى الدبلوماسي وتوحيد اللوبيات في الولايات المتحدة او برسم خارطة الاعداء والحلفاء في المنطقة لم يعد هناك سببٌ للدهشة ! !

عن الكاتب

صلاح الدين العواودة

كاتب فلسطيني خبير في الشؤون الاسرائيلية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس