ترك برس

في معرض تقييمه لجولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى دول الخليج، قال الدكتور هاشم عبده هاشم، رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية سابقاً، إن "الإخوة في تركيا يدركون أن الأوضاع الراهنة تجعلهم يحتاجون إلى المملكة وشقيقاتها بقدر حاجتهم إليها".

وفي تحليل نشرته عكاظ، أضاف هاشم: فهم الآن (الأتراك) - موجودون في سورية، ويوجد على مقربة منهم الإيرانيون وربيبتهم ميليشيات حزب الله، إضافة إلى الروس، وليس بعيداً عنهم من يسمون أنفسهم بسورية الديموقراطية وما يسعون إليه من إقامة كيان كردي على مقربة منهم، بدعم معلن ومعروف من قبل كل من موسكو وواشنطن..

كما أنهم بحكم وجود قوة منهم في العراق جاءت في ظروف معينة.. وبدا أن العراقيين يريدون نهاية لهذا الوجود لاسيما في ظل انتصارهم على "داعش" وإيقافهم لخطر داهم تهدد سلامتهم على مدى أكثر من ثلاث سنوات. وبالتالي فإن علاقتهم بالجار العراق بحاجة إلى ترميم شديد وقوي بالتعاون بين الجميع.

وفي ذات الوقت الذي يواجهون فيه وضعاً غير مريح بالنسبة لأكراد الداخل التركي.. فإنهم يتابعون أيضاً تفاصيل ما يجري في إقليم كردستان العراق.. وما أعلنوه من الاتجاه نحو إجراء استفتاء على مصير الإقليم ومستقبله.. وهو التوجه الذي يرى فيه الباحثون الإستراتيجيون أنه بداية لقيام دولة كردية مستقلة بكل ما قد يؤدي إليه هذا من تداعيات سواء داخل العراق.. أو في خارجه.. أو مع الأتراك على وجه التحديد.

واستدرك الإعلامي السعودي بقوله: فإذا أضفنا إلى كل هذا.. تلك الفجوة القائمة أيضاً بين الأتراك والأمريكيين والأوروبيين ولاسيما بعد الأحداث التي أعقبت الانقلاب على السلطة فيها.. ونجاحها في القضاء عليه قبل نجاحه.. فإننا سندرك مدى حاجة تركيا إلى أصدقائها الحقيقيين.

وقال هاشم: إن هذه المشكلات وغيرها.. تشكل صداعاً يومياً بالنسبة لإسطنبول.. وهي ليست بحاجة إلى متاعب جديدة أخرى لا في منطقة الشرق الأوسط.. ولا في الداخل التركي.. فضلاً عن أن تكون مع الأسرة الدولية إذا أصبح الآخرون ينظرون إليها كطرف يحاول بعث الماضي وإعادة عهود الإمبراطوريات البائدة.. وهو ما يقول به أعداء تركيا الآن.. ولا نتفق معهم فيه.. لأن تركيا قبل غيرها تُدرك أن العصر غير تلك العصور.. وأن الشعوب التي ودعت الاستعمار بكل أشكاله وألوانه لم تعد مستعدة لرهن حرياتها.. ومكاسبها لأي قوة على وجه الأرض مهما عظمت مكانتها.. وأن كل دولة من دول العالم لديها من المشكلات وأمامها من التحديات ما لا يجعلها تفكر بمثل هذه الطريقة الساذجة في عصر الدولة العالمية الواحدة بفعل اندماج المصالح.. وتعاظم المكتسبات المتحققة من سياسات التعاون والتكامل والاعتماد المتبادل..

وأوضح أنه إذا استمع الرئيس أردوغان إلى كل هذه الحقائق وتلك المعطيات بروح الأخوة والمسؤولية.. وذلك ما نتوقعه.. فإن الزيارة يمكن أن تحقق الأهداف المرجوة منها.. وفي مقدمتها تقديم النصح الأمين للأشقاء في قطر بإدخال تغييرات جذرية على سياساتهم الحالية تكفل تحقيق الأمان المطلوب لمنطقة الخليج بعيداً عن القلق أو المخاوف من أي جهة كانت.

وبالتالي خروج جميع الأطراف وسائر القوى من أراضيها.. وتهيئة كافة الأسباب المؤدية إلى تعزيز التعاون بين دوله الست، وطمأنة المجتمع الدولي إلى أن مصالحه فيها غير مهددة بأي نوع من الأخطار..

واعتبر هاشم أنه "لو حدث هذا، والرئيس أردوغان قادر على عمله، فإن تركيا ستصبح هي الطرف الأفضل عند دول وشعوب المنظومة الخليجية.. لاسيما عندما لا يصبح لإيران مكان فيها.. وتصبح مصالحنا واحدة.. ويقف كل منا إلى جانب الآخر.. بدل أن يكون مصدر تهديد له.. تحت أي ظرف من الظروف".

ووصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العاصمة القطرية الدوحة اليوم الإثنين، قادما من الكويت، في ختام جولته الخليجية التي بدأها أمس بزيارة المملكة العربية السعودية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، أمس، عقد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام بمدينة جدة، جلسة مباحثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا. وجرى خلال المباحثات، استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله.

وتأتي جولة أردوغان في إطار مساعيه لحل الأزمة الخليجية التي بدأت 5 يونيو/ حزيران الماضي، بإعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع الدوحة، لاتهامها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الأخيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!