هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

هناك مساعٍ جدية في الوقت الراهن من أجل تخفيف حدة الأزمة التي تفاقمت بشكل خطير بين ألمانيا وتركيا. انحدرت  العلاقات بين برلين وأنقرة إلى أدنى مستوى لها في العصر الحديث جراء مشروع القرار الأرمني في البرلمان الألماني (اعتبار أحداث 1915 إبادة جماعية للأرمن في تركيا)، والخلافات حول قاعدة إنجيرليك والمطالبة بحظر السلاح على تركيا، والعراقيل في ملف الانضمام للاتحاد الأوروبي.

من جانبها، لم تتراجع أنقرة عن مواقفها خلال هذه المرحلة، وواصلت توجيه انتقاداتها الحادة لألمانيا، كما أوصدت الأبواب أمامها في الكثير من الصعد.

اعتبر أنقرة محقة بنسبة كبيرة في ردود أفعالها. لأن العداء ضد تركيا في ألمانيا وصل إلى مستويات غير مسبوقة. وللأسف فإن الساسة الألمان يسعون لتحويل هذا الجو السلبي إلى مكاسب في الانتخابات المزمعة في سبتمبر. لكن الأمور وصلت إلى مرحلة بدأ الخلاف فيها يسمم العلاقات التجارية الراسخة بين البلدين. وظهر القلق على مسؤولي الشركات الألمانية في تركيا، وأخذوا يتساءلون: "هل سيُفتح تحقيق بحقنا يا ترى؟".

أكدت تركيا على لسان أعلى المسؤولين فيها أن احتمالًا من هذا القبيل غير وارد. واجتمع رئيس وزرائها بن علي يلدريم مع مسؤولي 19 شركة ألمانية. التحرك السريع لرئيس الوزراء وعقده الاجتماع المذكور كان مفيدًا للغاية. وبعد ذلك قدم وزير الاقتصاد نهاد زيبكجي ضمانات وأكد أن هذه القضية لن تعود مرة أخرى للنقاش.

بدوره، أكد نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك، في حوار مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أن تركيا ستواصل نهجها كبلد منفتح وليبرالي وصديق للمستثمر.

وشيمشك رجل معروف في أوساط عالم الأعمال بأوروبا ويحظى باحترام وتقدير كبيرين. وتوجيه هذه الرسائل على لسانه إلى الشارع الألماني كان مفيدًا.

مع تفاقم التطورات السياسية إلى هذا الحد، أخذت العلاقات الاقتصادية بين الجانبين أيضًا تسوء. وينبغي على كلا البلدين أن يدرك هذا الخطر. ففي الأشهر التي شهدت أشد الخلافات بين تركيا وإسرائيل لم تتضرر التجارة البينية، بل زاد حجمها.

يفرض تاريخ وعمق العلاقات بين تركيا وألمانيا على البلدين أن يتصرفا بدقة وحذر من أجل المستقبل. فألمانيا هي أكبر سوق لتصدير المنتجات التركية، ويشكل السياح الألمان مصدرًا هامًّا للغاية بالنسبة لقطاع السياحة التركي.

ولهذا من الضروري جدًّا الإبقاء على ليبرالية الحياة الاجتماعية في تركيا من أجل المحافظة على الصورة الإيجابية، التي تحدث عنها محمد شيمشك في حواره مع دير شبيغل.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس