صابرين زهو - صحيفة نارودني كاريسبندانت - ترجمة وتحرير ترك برس

في أوائل شهر آب/ أغسطس، تم تثبيت 125 كيلومترا من أنابيب خط "التيار التركي" في قاع البحر الأسود. وبالتالي، تم إنجاز 13 بالمائة من الجزء البحري لخط الأنابيب الذي يمتد 937 كيلومترا. وتعتبر هذه النسبة بمثابة إنجاز بالنظر إلى المدة الزمنية التي استغرقها ذلك. ووفقا للمؤشرات، يمكن القول إن العمل على خط الأنابيب في قاع البحر الأسود يحرز تقدما كبيرا، فعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تم تركيز 55 كيلومترا، أي بمعدل 3.5 كيلومتر يوميا.

وإلى حد الآن، تم بناء 125 كيلومترا من مشروع "التيار التركي"، حسب ما أكده بعض الخبراء. وفي هذا السياق، أعلنت شركة "غازبروم" رسميا، انطلاق أشغال بناء القسم البحري من خط الأنابيب، وذلك في السابع من أيار/ مايو. وفي 4 من آب/ أغسطس، انطلق العمل لمد الأنابيب على عمق 70 كيلومترا من خلال توظيف أفضل المعدات، علما وأنه سيتم استخدام الأنابيب التي تم تخزينها في بلغاريا منذ عهد "التيار الجنوبي".

في منتصف شهر تموز/ يوليو، دعت شركة "غازبروم" إلى التسريع في عملية بناء خطين من الأنابيب المتجهة نحو تركيا. وفي الأثناء، وقع بناء الخط الرئيسي الثاني في المياه الضحلة، ومن الواضح أن هذه المرحلة تشارف على الانتهاء.

ووفقا لما ذكر آنفا، تعد شركة "غازبروم" الروسية الجهة الرائدة في بناء هذا المشروع. وقد أكد رئيس الشركة ألكسي ميلر أن بناء أول خط من "التيار التركي" سينتهي في شهر آذار/ مارس من السنة المقبلة، أما الخط الثاني فسيتم إنجازه بحلول سنة 2019.

وفي سياق متصل، يشهد طلب السوق التركية على الغاز الروسي ارتفاعا  مستمرا، علما وأنه وإلى حد الآن استوردت تركيا ما لا يقل عن 53 بالمائة من الغاز الروسي. ومنذ بداية سنة 2017، عرفت شحنات الغاز الطبيعي نموا وصل إلى 2 مليار و630 مليون متر مكعب.

ومن المثير للاهتمام أن مشروع أنابيب "التيار التركي" سيؤمن توريد 32 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا إلى تركيا، وبالتالي، ستتخلى أنقرة عن أوكرانيا باعتبارها الممر الرئيسي للغاز الروسي. وفي هذا الصدد، من المرتقب أن يتدفق 12 مليار متر مكعب من الغاز الروسي إلى السوق المحلية التركية، بينما سيتم توجيه 4 مليار متر مكعب إلى بناء "ممر الغاز الجنوبي" انطلاقا من أذربيجان إلى اليونان وإيطاليا.

من جهة أخرى، من المتوقع أن يسهل مشروع "التيار التركي" عملية تدفق الغاز نحو أوروبا. ففي شباط/ فبراير سنة 2016، وقعت كل من شركة "غازبروم""وأديسون سبا" (Edison SpA) "وديبا سا" (DEPA SA)، مذكرة تفاهم بشأن إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى اليونان ومن اليونان إلى إيطاليا. ومن المحتمل أن يتدفق الغاز عبر بلغاريا التي تخطط لبناء مجمع غاز.

ووفقا لرئيس شركة "غازبروم"، يشهد الطلب على الغاز الروسي في جنوب وجنوب شرق أوروبا نموا سريعا. وفي هذا الإطار، قال ألكسي ميلر، إن "دول هذه المنطقة تحقق معدلات نمو بشكل مثير للإعجاب". ففي الواقع، سجلت تركيا زيادة في الطلب على الغاز الروسي بمعدل 26 في المئة، في حين وصل معدل الزيادة في اليونان إلى 12 في المئة، و14 في المئة في بلغاريا و31 في المئة في المجر و47 في المئة في صربيا، أما النمسا فقد سجلت معدل 77 في المئة.

من ناحية أخرى، سيكون بناء مشروع "التيار التركي" بمثابة ضربة موجعة بالنسبة لأوكرانيا. ففي حقيقة الأمر، سيكون لهذا المشروع عواقب وتبعات وخيمة جدا على أوكرانيا، حيث ستفقد البلاد ما يربو عن 15 مليار متر مكعب من مجموع 70 مليار متر مكعب من الغاز الذي يمر عبر أراضيها، علما وأن هذه الكمية تعتبر كبيرة جدا.

وتجدر الإشارة إلى أن أوكرانيا، وإلى حد اليوم، تكسب حوالي 2 مليار دولار سنويا بفضل عبور الغاز الروسي من خلال أراضيها نحو أوروبا، إلا أن هذه الإيرادات ستنخفض بمعدل خمس مرات بمجرد اكتمال بناء مشروع "التيار التركي". وإثر انتهاء مدة العقد مع أوكرانيا، ستقوم شركة "غازبروم" بتوقيع اتفاقيات جديدة للحد من عبور الغاز الروسي عبر هذه البلاد.

في المقابل، قد يقع مشروع "التيار التركي" "ضحية" العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا، فضلا عن أنه قد يواجه تبعات القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة. ففي الواقع، وبموجب العقوبات الأمريكية المسلطة على روسيا، يحظر على الشركات الأجنبية الاستثمار أو توفير السلع وتقديم الخدمات لمشاريع خطوط أنابيب الغاز الروسية، مع العلم وأن شركة أولسيز (Allseas) السويسرية تؤمن لصالح روسيا المعدات الضرورية لمد الأنابيب.

ووفقا لبعض الخبراء، تبلغ تكلفة شحن المعدات والسلع في اليوم الواحد بين 250 و300 ألف يورو. وفي هذا الصدد، شددت الشركات المساهمة في بناء هذا المشروع على العواقب المحتملة للعقوبات الأمريكية المسلطة على روسيا والأضرار التي قد تخلفها على سير هذا المشروع.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس