برجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

العالم الأطلسي بزعامة الولايات المتحدة يسعى إلى أن يستمد قوة من الدمار والفوضى على خط يمتد ما بين كوريا الشمالية وفنزويلا مرورًا بشمال سوريا وباكستان وأفغانستان وأوكرانيا واليمن وليبيا. لكن مهما فعل العالم الأطلسي فهو لن يستطيع الحيلولة دون ارتقاء نظام عالمي جديد. 

نعيش في فترة يُعاد فيها ترتيب أوراق النظام العالمي. وتتعرض مبادئ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الإيديولوجية والعسكرية والاقتصادية والثقافية إلى التآكل والانهيار.

حتى الشعوب الغربية فقدت إيمانها بالقيم الرأسمالية والليبرالية، ناهيك عن بقية الشعوب والأمم في أنحاء العالم. 

لأن وهم "الوعد بالسعادة" أو بلغة العامة "الحلم الأمريكي" الذي أطلقه الغرب للتداول، أنهى عمره الافتراضي.

بل إن الكثير من المتابعين على قناعة بأن الأطلسي دخل مرحلة الانهيار.

في كتاب له تحت عنوان "الاستراتيجية الأمريكية الكبيرة الحالية"، يقول كولين دويك من جامعة جورج ميسون متحدثًا عن ولايات متحدة غير قادرة على الانسجام مع نظامها العالمي "غصنا في مستنقع الشرق الأوسط، وفشلنا في آسيا".

أما البروفيسور باري بوسن فيؤكد في كتابه "احتياط: سند جديد الاستراتيجية الأمريكية الكبيرة" على الأطماع العالمية ويشير إلى أن أيامًا عصيبة تنتظر الولايات المتحدة.

وفي مذكراته المعنونة "Why We Lost/ لماذا خسرنا"، يلفت دانيال ب. بولغار، وهو جنرال عمل في العراق وأفغانستان، إلى نقطة هامة فيقول "خسرنا لأننا لم نكن نعرف أعداءنا".

أما أكثر تصريح ملفت للانتباه فهو كلام وزير دفاع دونالد ترامب الحالي، والملقب بـ "الكلب المجنون"، جيمس ماتيس.

يصف الجنرال ماتيس، وكان قائدًا سابقًا لقيادة القوات المركزية، مأزق التكتل الذي تتزعمه الولايات المتحدة بـ "strategic atrophy" أي "الضمور الاستراتيجي".

هذا هو المشهد من الخارج!

وفي الداخل، السياسة في واشنطن واقعة في أسر حروب العصابات وموجة النازية الجديدة المتصاعدة، بحسب تعبير ديفيد إيغناتيوس، مدير الحوارات في مؤتمر دافوس. وحالة البيت الأبيض أشبه ما تكون بـ "التوست" المحصور بين البنتاعون والخارجية اللتين تتبعان سياستين مختلفتين.

ولهذا تسيطر على الجميع فكرة أن تخلص ترامب، الذي ارتفعت شعبيته بنسبة 45% مع أزمة كوريا الشمالية، من قيود البيروقراطية الفوضوية صعب للغاية في الوقت الحالي.

فماذا سنقول عن محاولة الولايات المتحدة، بينما تعيش كل هذه المآزق، محاصرة تركيا مع وحدات حماية الشعب الإرهابية في شمال سوريا؟

أو توجيهها إنذارات للصين عبر الأزمة الكورية الشمالية؟

هاتان الحملتان ستعودان بالضرر على واشنطن، تمامًا كما حدث في الأزمة الأوكرانية التي أثارتها ضد روسيا.

ألا يعلم قائد القوات المركزية السابق، وزير الدفاع الحالي جيمس ماتيس أن بلاده لا يمكن أن توقف الصين وتركيا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس