هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

دخلت منطقتنا مرحلة شديدة الأهمية، سوف تؤثر على مصير سوريا والعراق، البلدان اللذان وصلا إلى شفير الهاوية بفعل الحروب والاقتتال المستمر منذ سنين.

يواجه البلدان اليوم خطر التقسيم بشكل خطير. وبينما حولت الحروب الإثنية والطائفية الشرق الأوسط بأسره إلى كتلة من نار، لجأت القوى العظمى إلى صب الزيت على النار المشتعلة عوضًا عن إخمادها.

تمتلك وحدات حماية الشعب، التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية كجيش بري لها في المنطقة، أكثر الأسلحة المصنوعة في الغرب تطورًا.

أعلنت تركيا عن معارضتها قيام الولايات المتحدة بمكافحة تنظيم داعش بالتعاون مع وحدات حماية الشعب، التي تربطها صلة قرابة بحزب العمال الكردستاني، وذراعها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي. وطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منها مكافحة التنظيم بالتعاون مع بلاده.

تركيا لا مشكلة لها مع الأكراد المقيمين في سوريا أو العراق. وما زالت محافظة على موقفها بخصوص عدم وجود مكان للأسد في مستقبل سوريا على المدى الطويل. لكن الأولوية الآن لوحدة التراب السوري. تعارض تركيا سياسات الأمر الواقع والتغييرات الديموغرافية ورسم خرائط جديدة للمنطقة.

أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن وجهة نظر أنقرة في هذا الخصوص بما لا يدع مجالًا للشك.

وقال يلدريم إن اعتراف تركيا بحكومة إقليم شمال العراق لا يعني بأي شكل من الأشكال أنها تدعم إقامة دولة جديدة.

حاليًّا، القوات المسلحة التركية اتخذت جميع التدابير من أجل القضاء على جميع الأخطار التي يمكن أن توجه إلى تركيا من عفرين أو من أي مكان آخر.

وأردوغان اختصر وجهة نظره في هذا الشأن بجملة واحدة؛ "قد نهاجم على حين غرة في ليلة ما".

لا يمكن اعتبار هذا الموقف عدائيًّا من جانب أنقرة. فتركيا لا تنوي أن تكون قوة احتلال في سوريا، وإنما تعمل كل ما يعمله بلد من أجل حماية حدوده ومواطنيه وأمنه.

حزب العمال الكردستاني تنظيم إرهابي يقتل الأتراك دون التمييز ما بين طفل وامرأة. ولم يدع بابًا إلا وطرقه من أجل إثارة المواطنين وإشعال النار في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا.

وفي الفترة التي أقدمت تركيا فيها على خطوات هامة جدًّا على طريق السلام والديمقراطية من أجل التوصل إلى حل للقضية الكردية، كان حزب العمال الكردستاني يجري استعدادته للحرب من خلال الحصول على أسلحة ثقيلة.

لا خيار أمام تركيا سوى الإقدام على خطوات ترسخ أمنها. وإذا كان حزب الشعوب الديمقراطي يريد أن يلعب دورًا هامًّأ في السياسة التركية فعليه اتخاذ قرار جذري بشأن علاقته مع حزب العمال الكردستاني.

فالشارع التركي لم يعد يقبل أن يؤيد الحزب الإرهاب، ثم يتصرف وكأن شيئًا لم يحدث. وبخطئه الفادح هذا، فقد الحزب نسبة كبيرة من الثقة والتعاطف اللذين حصل عليهما على صعيد الحاضنة الشعبية.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس