ترك برس

أشار تقرير استراتيجي تركي إلى أن الانتشار العسكري المتقدم هو جزء لا يتجزأ من المنظور الاستراتيجي لتركيا في القرن الـ21، فمع زيادة نشر القيادة التركية لمواردها على نطاق أوسع، بدءا من شرق المتوسط إلى القرن الإفريقي، ما فتئت تبني مجال نفوذها السياسي - العسكري.

ورأى التقرير الصادر عن "مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية"، أن الوجود التركي المتقدم في قطر إنجازًا إقليميًا، فعندما بدأ العمل عليه، كان هدفه إيصال أنقرة إلى مستوى جديد كليًا من القدرات الوطنية.

ومن الواضح أنه في سنة 2015، عندما اتفقت الحكومة مع الدوحة على إنشاء قاعدة كبيرة، رأى بعض الخبراء أن تركيا تسعى بهذه الخطوة إلى زيادة نفوذها الناعم الهادف إلى زيادة القوة في الخليج بعناصر من القوة الصلبة، بحسب التقرير.

وعلاوة على ذلك، ووفقا لهذا الرأي، فإن التمركز الدائم يعني إرساء الشراكة الاستراتيجية التركية - القطرية في بيئة أمنية إقليمية سريعة التغير لا يمكن التنبؤ بها، حتى إن بعض وسائل الإعلام التركية صورت التمركز التركي في الخليج على أنه عودة إلى الأراضي الإمبراطورية العثمانية التي فقدت بعد الحرب العالمية الأولى.

وأشار التقرير إلى أنه إذا سار كل شي كما هو مخطط له، بحلول سنة 2020، ستتمركز قوة مشتركة بمستوى لواء، أي ما يعني بضعة آلاف من القوات من جميع فروع الجيش التركي في قطر. بالتأكيد، قد يغير هذا قواعد اللعبة الإقليمية.

وعلى الرغم من أن لواء واحدًا هو وحدة صغيرة بالنسبة لتركيا نظرا لعظم الموارد البشرية لقواتها المسلحة، فإن التمركز المحتمل لنحو ثلاثة آلاف أو أكثر من القوات التركية سيكون بمثابة ما يقرب من ثلث الأفراد العسكريين القطريين النشطين، ويتجاوز هذا العدد الصغيرة لوحدة عدد أفراد القوات البحرية أو القوى العاملة في القوات الجوية لهذه الدولة الخليجية الصغيرة.

وبالتالي، وضمن حدود الاتفاقات الثنائية بين أنقرة والدوحة، يمكن للقاعدة العسكرية أن تلعب دورًا رئيسيا في التخطيط الدفاعي لدولة قطر، إضافة إلى جدول أعمال الأمير للشؤون الإقليمية، وفق التقرير.

أيضا، لا تقتصر الشراكات الدفاعية على عمليات نقل الأجهزة العسكرية وأعداد القوات فحسب، بل بإمكانها أيضا بناء روابط سياسية - نفسية واستراتيجية وثقافية، فمحتوى الشراكة الدفاعية التركية القطرية يشمل مشاريع تدريبية شاملة. وهذه الجهود يمكن أن تؤدي إلى ظهور جيل عسكري جديد بين صفوف القوات المسلحة القطرية يكون على دراية قوية بالثقافة الاستراتيجية التركية.

ففي هذا الصدد، وبحلول سنة 2030، هناك احتمال كبير بأن عددا لا يستهان به من الجنرالات والضباط القطريين سوف يتكلمون التركية بطلاقة ويكونون قادرين على تشغيل المنصات المصنعة في تركيا.

واعتبر التقرير أن شكل القاعدة نفسها مهم جدًا، فبعد استكمالها، سوف تشمل عناصر من جميع فروع الجيش التركي، إضافة إلى قوات النخبة الخاصة التركية "The Maroon Berets" أي القبعات الخمرية.

وبعبارة أخرى،  فإن القاعدة التركية في قطر ستزود أنقرة بالعديد من الخيارات السياسية والعسكرية، بدءا من الإرساء المتقدم للسفن التركية في موانئ مخصصة لها، ونشر طائرات التزويد بالوقود أو الطائرات ذات أنظمة الإنذار المبكر والتحكم، أو إدارة العمليات الخاصة في المنطقة.

التقرير (Turkey’s Forward-Basing Posture) الذي أعدّه الدكتور "جان كسب أوغلو"، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من "معهد الأبحاث الاستراتيجية" في "الكلية العسكرية التركية"، تمت ترجمته من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية من قبل "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!