ترك برس

تحت عنوان "فشل الخطة الأمريكية بشأن إدلب"، تناول تقرير في صحيفة "يني شفق" التركية، إعلان "هيئة تحرير الشام"، استعدادها لحل نفسها "بشرط أن تحل جميع الفصائل العاملة في الشمال نفسها تحت قيادة واحدة".

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تستخدم "هيئة تحرير الشام" لاحتلال مدينة إدلب السورية، بذريعة أنها ذراع لتنظيم "القاعدة".

وقالت "يني شفق"، إن إدلب المتاخمة للحدود التركية، سيتم تسليمها للجيش السوري الحر، مشيرة إلى أن الأعمال بدأت لتشكيل مجلس محلي وإدارة مدنية.

وأكّدت أن مؤسس الجيش الحر العقيد رياض الأسعد، يلعب دور الوسيط خلال المباحثات الرامية لتحقيق الاستقرار في إدلب التي تستعد قوات الولايات المتحدة والنظام السوري وروسيا وإيران للتدخل فيها تحت ذرائع مختلفة.

وشدّد التقرير على أن الولايات المتحدة تستخدم ذريعة الديمقراطية خلال مؤامرتها في سوريا، على غرار ما قامت به خلال احتلالها لأفغانستان والعراق، وتتعاون مع التنظيمات الإرهابية مثل "بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني)، لتحقيق أهدافها هناك.

وخلال خطبة صلاة الجمعة في مدينة بنش بإدلب، 25 آب/أغسطس، قال القائد العام لـ"هيئة تحرير الشام"، المهندس هاشم الشيخ (أبو جابر)، "قالوا لنا عليكم أولًا أن تحلو هيئة تحرير الشام، وقلنا نحن مستعدون لحل التنظيم الذي بني لوسيلة وليس لغاية".

واستدرك الشيخ: "لكن شرط أن تحل الفصائل نفسها، ونكون تحت قيادة واحدة"، متّهمًا المجتمع الدولي، وعلى رأسه روسيا والولايات المتحدة، بـ"التحضير من أجل إنهاء الثورة، والتوصّل لحلّ سياسي يُبقي بشار الأسد في السلطة".

وبحسب تقرير في صحيفة "العربي الجديد"، جاء حديث الشيخ بعد أيام من مقترحات تركية سرّبتها صحف مقرّبة من الحكومة التركية، لتجنيب محافظة إدلب عملية عسكرية واسعة بهدف القضاء على "هيئة تحرير الشام".

ورأت الصحف أن "ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبرى في حال حصل، باعتبار أنه يقيم في محافظة إدلب أكثر من مليوني سوري، وعدد كبير منهم نازحون"، بحسب تقرير "العربي الجديد".

ودعت المقترحات التركية إلى "تشكيل هيئة إدارة محلية مدنية للمحافظة، وتحويل مقاتلي المعارضة السورية في مختلف الفصائل إلى جهاز شرطة يتكفل بحفظ الأمن، وحل هيئة تحرير الشام بشكل كامل".

ورأت "العربي الجديد"، أن تركيا تحاول تجنّب الأسوأ على حدودها الجنوبية، فشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق تعني عشرات آلاف اللاجئين إلى الأراضي التركية المكتظة أصلاً بالسوريين. كما تشعر أنقرة بأنها "تحمل مسؤولية أخلاقية تجاه الشمال السوري".

وتنظر أنقرة بعين الخشية إلى محاولات ربما تلجأ إليها واشنطن عبر إفساح المجال أمام "قوات سورية الديمقراطية" بالتوجّه غرباً للقضاء على "هيئة تحرير الشام"، مع ما يعنيه ذلك من خطوة واسعة تجاه ترسيخ أقدام إقليم ذي صبغة كردية، يمتد من الحسكة شرقاً إلى شواطئ المتوسط غرباً. وهو ما تعتبره تركيا مساساً بأمنها القومي ومستعدة لدخول حرب لمنعه.

ويحاول النظام السوري وحلفاؤه تجميع المعارضة السورية في محافظة إدلب، في نطاق جغرافي ضيق يدفع الفصائل إلى الاحتراب الداخلي، والاقتتال مع "جبهة فتح الشام"، ومن ثم يتم إنهاك المعارضة، ما يدفعها إلى قبول حلول تطيل من عمر النظام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!