محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

مما لا شك فيه أن المرشحين من ذوي الأصول الشرقية والمسلمين في الانتخابات العامة الألمانية، وليس الأتراك فحسب سيكونون عرضة لتهجم أكبر كلما اقترب يوم 24 سبتمر المزمع إجراء الانتخابات فيه.

يا ترى هل هذا الموقف مستلهم من نظرة كايزر ويلهلم أولًا، ومن بعده هتلر إلى الشرق، الذي اعتبراه "مجالًا حيويًّا" بالنسبة لألمانيا؟

هل تعتبر ألمانيا المسيطرة على البلقان واليونان بفضل قوتها الاقتصادية، تركيا العائق الوحيد أمام تحقيق أحلامها في السيطرة على "المجال الحيوي" والتمدد؟

وفي هذه الأثناء، لنذكر أن وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل وضع نفسه في مأزق محرج بسبب موقفه من تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.

فبعد دخوله في جدل مع أردوغان ادعى أن زوجته أنكة غابرييل طبيبة الأسنان، تعرضت لتهديدات، وقال: "يبدو أن اردوغان حرض البعض، ليخرجوا الآن ويتحرشوا بزوجتي. اعتبر ذلك بطبيعة الحال نتيجة في غاية السوء".

لكن اتضح فيما بعد أن الشخص الذي كال التهديدات لزوجة غابرييل هو مواطن ألماني سئم من سياسات بلاده.

وتبين أن الشخص الذي لم تُكشف هويته أعرب عن استيائه من سياسة حزب غابرييل الجزب الاجتماعي الديمقراطي، وانهال بالشتائم على زوجة وزير الخارجية.

بيد أن زيغمار غابرييل وزير الخارجية، مساعد المستشارة، واصل مناوءته لأردوغان في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة بيلد حول التوتر الناشب مع تركيا.

وقال غابرييل إن مشكلة ألمانيا مع أردوغان، وزعم أن قبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، في الظروف الحالية، غير ممكنة بأي شكل من الأشكال.

قائمة تصرفات ألمانية مشينة

اعتدنا تمامًا على مثل هذه الأخبار الواردة من ألمانيا إلى درجة أن إعداد قائمة بها لم يعد يتطلب منا جهدًا كبيرًا.

بحسب تقرير أعده قسم الدعاية والإعلام في حزب العدالة والتنمية فإن توتر العلاقات بدأ أولًا مع دعوة الرئيس الألماني السابق يواكيم غاوك إلى قصره، جان دوندار التركي الصادرة بحقه مذكرة توقيف على خلفية قضية شاحنات جهاز الاستخبارات التركي.

وتتوالى التصرفات العدائية الألمانية على النحو التالي:

- أقرت ألمانيا العام الماضي مشروع قانون يعترف بالإبادة الأرمنية المزعومة.

- إلغاء الإذن الممنوح بمشاركة أردوغان في تجمع جماهيري بمدينة كولن الألمانية عبر تقنية التليكوفرانس، عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.

- استقبلت ألمانيا أعضاء تنظيم غولن، الذين لجؤوا إليها.

- لم تسمح ألمانيا بمشاركة وزراء أتراك في فعاليات على أراضيها قبيل استفتاء التعديلات الدستورية في 16 أبريل.

- سمحت لحزب العمال الكردستاني بتنظيم حملة معارضة للتعديلات الدستورية.

- قامت ألمانيا بحملة معارضة للتعديلات الدستورية باللغة التركية عن طريق التلفزيون الرسمي فيها.

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس