ترك برس

رأى الخبير والباحث السوري في الشؤون السياسية، عمر كوش، أن وضع مدينة إدلب مختلف بالنسبة إلى تركيا عن الرقة، فمناطق هذه المحافظة تحاذي مباشرة الحدود التركية مع سورية، ووقوفها متفرّجة يعني إنشاء كيان لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

وأشار كوش، في تقرير تحليلي نشرته صحيفة "العربي الجديد"، الساسة الأتراك يدركون تمامًا صعوبة تنفيذ الحل العسكري في محافظة إدلب شمالي سوريا، والتكلفة الباهظة له، لذلك يواصلون مشاوراتهم مع الساسة الروس وساسة نظام الملالي الإيراني من أجل التسريع في ضم إدلب إلى مناطق خفض التصعيد، حسبما جرى التوافق عليه في اجتماع أستانة السابق.

وأوضح أن تركيا لا تريد حدوث مأساة إنسانية جديدة على حدودها الجنوبية، قد تدفع مئات آلاف السورييين للجوء إليها، إضافة إلى تخوّفها من اعتماد أميركي جديد على مليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، في عملية عسكرية ضد الفصائل السورية المعارضة في إدلب، على غرار ما قامت به في معركة السيطرة على محافظة الرقة.

حيث سلمت الولايات المتحدة الأميركية أمر الرقة إلى مليشات "وحدات حماية الشعب" الكردية (بي واي دي) وهي امتداد لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي)، بحجة طرد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) منها، واستبعدت أي دور تركي في هذه المعركة. لذلك تبذل أنقرة مساعيها الدبلوماسية والسياسية، بغية التوصل إلى حلّ يتم فيه استبعاد السيناريو الأميركي.

وبحسب الكاتب، فإن السؤال الذي يطرح في هذا الصدد: هل ستقف تركيا متفرّجة على معركة إدلب، بحجة القضاء على جبهة النصرة هذه المرة؟

وأوضح كوش أن وضع إدلب مختلف بالنسبة إلى تركيا عن الرقة، فمناطق هذه المحافظة تحاذي مباشرة الحدود التركية مع سورية، ووقوفها متفرّجة يعني إنشاء كيان لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، والذي يخوض معارك عنيفة مع تركيا.

لذلك لا يمكن لتركيا أن تتفرّج على فتح نافذة لهذا الكيان المعادي لها على البحر الأبيض المتوسط، والأرجح أنها لن تسكت، حتى وإن اقتضى الأمر قيامها بعملية "درع فرات جديدة"، حسب رأي الخبير السوري.

كما أشار كوش إلى أن أنقرة تطرح حلًا سياسيًا يتمثل بتشكيل هيئة إدارة محلية مدنية للمدينة وريفها، تتولى مهام إدارة شؤونها اليومية والإنسانية، وإبعاد الفصائل والتنظيمات المسلحة عن التدخل في إدارتها، ودمج أفراد هذه المجموعات المسلحة في جهاز شرطة، يتكفل بحفظ الأمن، إضافة إلى حل "هيئة تحرير الشام" التي تضم جبهة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي ولواء الحق ولواء أنصار الدين وجيش السنة وسواها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!