أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

دحضت تركيا ادعاءات الولايات المتحدة حول إرسال الأخيرة 60 شاحنة فقط محملة بالأسلحة إلى وحدات حماية الشعب الإرهابية. وعندما كشفت أنقرة بالوثائق أن الإدارة الأمريكية أرسلت 1285 شاحنة أسلحة إلى الوحدات، لجأت واشنطن إلى الكذب، وادعت أنها أرسلت الأسلحة إلى قواتها في المنطقة.

على الرغم من كل التحذيرات والاعتراضات التركية، قدمت الولايات المتحدة دعمها لوحدات حماية الشعب في شمال سوريا بحجة محاربة الأخيرة تنظيم داعش. وكشفت أنقرة أمام الجميع نفاق الموقف الأمريكي.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن اللقاء الأخير الذي جرى بين وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي ونظيره الأمريكي جيمس ماتيس كان في غاية الصعوبة.

ماتيس قال خلال اللقاء: "تعاوننا مع وحدات حماية الشعب تكتيكي وموجه ضد داعش. نتفهم مخاوف تركيا الأمنية ولهذا نشاطركم قائمة الأسلحة المقدمة إلى قوات سوريا الديمقراطية". ورغم محاولات ماتيس إقناع أنقرة إلا أنه لم يفلح في تقديم إجابات مطمئنة على أسئلة الجانب التركي.

بدوره، قال وزير الدفاع التركي لنظيره الأمريكي: "استنادًا إلى الحسابات التي أجريناها بناء على المعلومات الواردة في الملفات المرسلة إلينا فإن 60 شاحنة من الأسلحة توجهت إلى وحدات حماية الشعب الإرهابية".

وأضاف: "ومع ذلك فإن الصور التي التقطتها تركيا من البر والجو والمعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن عدد الشاحنات المحملة بالأسلحة المتوجهة إلى وحدات حماية الشعب يبلغ 1285".

وأمام المعطيات الموثقة بالصور أصيب ماتيس بالدهشة، وأخذ يتفحص تفاصيل الوثائق الموجودة في الملف.

ومن أجل توضيح وضع شاحنات الأسلحة والذخيرة، التي تجاوز عددها 1200، قال ماتيس إن جميع الشاحنات لم تُرسل إلى وحدات حماية الشعب، وإنما إلى القوات الأمريكية في العراق وسوريا. لكن هذه الإجابة لم تقنع أنقرة.

ورد الوزير التركي: "وفق حساباتنا فإن 1200 شاحنة من الأسلحة تكفي لتجهيز قوات قوامها 60 ألف عسكري على الأقل. وبحسب معلوماتنا لا يوجد هذا العدد من القوات الأمريكية في شمال سوريا والعراق". وأمام هذه الإجابة لم يجد ماتيس ما يقوله.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب في عدة أوقات بصراحة ووضوح عن امتعاضه من قرار الإدارة الأمريكية تسليح وحدات حماية الشعب.

وقال أردوغان إن كل تطور في سوريا والعراق يمس الأمن القومي التركي بشكل مباشر. ووجه خطابه إلى المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم نظيره دونالد ترامب قائلًا: "نريد أن نثق بأن حلفاءنا يقفون إلى جانبنا وليس إلى جانب التنظيمات الإرهابية. مع الأسف تقيم البلدان التي نعتبرها صديقة وحليفة، تعاونًا مع التنظيمات الإرهابية. وستدرك هذه البلدان في نهاية المطاف أنها ارتكبت خطأ فادحًا بقولها إنها سوف تستعيد الأسلحة التي منحتها".

وأضاف: "لا أدري كيف سيكون مستقبلكم مع التنظيم الإرهابي الذي اخترتموه في سوريا، لكن ينبغي عليكم أن تعلموا أن لا مستقبل لكم معنا. لن نسمح بإنشاء دولة إرهابية في شمال سوريا على حدودنا. ومن يدعمونها سوف يرون هذه الحقيقة".

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس