عبد القادر سلفي - صحفية حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس

بينما يتّبع العالم سياسة الصمت، يعلو صوت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المدافع عن الكارثة الإنسانية التي يعيشها مسلمو الروهينغا في إقليم أراكان. وفي الواقع، طرح أردوغان مشكلة مسلمي الروهينغا على طاولة محادثاته مع 20 زعيما من زعماء العالم. من جانب آخر، تصدرت جهود أردوغان في حل هذه المشكلة التي تدور في إقليم أراكان عناوين الأنباء العالمية. وفي الأثناء، وصفت الأمم المتحدة الاقتراح التركي الذي قدمته أنقرة لحل المشكلة "بالشجاع". وتجدر الإشارة إلى أن تركيا توجهت بنداء لجميع الدول بدعم الخطوة التركية لتغطية نفقات الفارين من نيران الموت في أراكان نحو بنغلاديش.

عموما، شكلت محادثة الرئيس أردوغان مع زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي خطوة مهمة من أجل فهم الأحداث الجارية في إقليم أراكان وحلها بالطرق السلمية. وبحسب المعلومات الواردة من المصادر الرئاسية، تضمنت المحادثة نقاشا حول العديد من القضايا لعل أهمها:

- جرت المحادثة في أجواء إيجابية حيث تبادل خلالها الزعيمان المعلومات حول الأحداث الجارية والطرق الأنسب لحلها.

- ركزت المحادثات على كيفية حل المشكلة فضلا عن سبل إيصال المساعدات لمسلمي الروهينغا المتضررين من الأحداث.

- أوضح الرئيس أردوغان لزعيمة ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام قلق الدول عامة والدول الإسلامية خاصة من تنامي الاعتداءات ضد مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان.

- ناقش الزعيمان سبل إيصال المساعدات إلى مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان، إذ شدّد الرئيس أردوغان على عزم مؤسسة " تيكا" الحكومية التركية على إيصال المساعدات إلى المتضررين.

في الحقيقة، بدأت النتائج الملموسة لتلك المحادثة تلوح في الأفق بعد مرور ساعات قليلة على إجرائها. وذكر الناطق باسم الرئيس التركي، إبراهيم كولن، أن مؤسسة " تيكا" التركية تعتزم في مرحلة أولى الدخول إلى مناطق النزاع في إقليم أراكان وتقديم 1000 طن من المساعدات الإنسانية للمتضررين. وأضاف كولن أن تلك المساعدات ستقدّم لحوالي 10 آلاف عائلة ممن تركوا بيوتهم ويعانون من الجوع والأمراض المعدية.

والجدير بالذكر أن هيئة المساعدات التركية، كانت الهيئة الأجنبية الوحيدة التي زارت إقليم أراكان خلال الاعتداءات التي طالت مسلمي الروهينغا سنة 2012. وضمت الهيئة آنذاك، عقيلة الرئيس أردوغان ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو حيث زاروا مسلمي الروهينغا الذين كانوا يعيشون في ظروف صعبة للغاية في مخيم " باندوبا" في إقليم أراكان.

من جهة أخرى، تشكل آراء تركيا لحل مشكلة مسلمي الروهينغا في إقليم أراكان، إحدى الأفكار الأساسية التي وضعتها منظمة العفو الدولية لحل هذه المسألة. وفيما يلي جملة من أهم تلك الآراء:

1- تعتبر تركيا أن إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من أحداث الروهينغا لا يكفي لحل المشكلة. في المقابل، أكدت تركيا على ضرورة فتح باب الحوار بين مسلمي الروهينغا وحكومة ميانمار لحل المشكلة.

والجدير بالذكر أن التقرير الذي تقدم به الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، حول أوضاع مسلمي الروهينغا في أراكان، تضمن حقائق تشير إلى الظلم التي يتعرض له المسلمون هناك. كما ذكر أن مسلمي الروهينغا لا يملكون جنسية الدولة التي يعيشون فيها. من جهة أخرى، تقدم التقرير باقتراحات بهدف حل المشكلة، تقوم على مساواة مسلمي الروهينغا بجميع مواطني دولة ميانمار.

2- أكد الرئيس أردوغان على ضرورة تجنب استخدام جيش ميانمار للقوة المفرطة، وتجنب إيذاء المدنيين العزّل. وفي الحقيقة، تدافع حكومة ميانمار عن عملياتها ضد مسلمي الروهينغا بتعلّة "محاربة الإرهاب" فضلا عن محاربة "منظمة تحرير الروهينغا المسلحة". في المقابل، تستغل الحكومة تلك العملية لممارسة التطهير العرقي ضد المسلمين هناك.

على العموم، لا بدّ من الإشارة إلى أن تصريحات زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، التي أفادت فيها أن صور اغتصاب مسلمات الروهينغا مزيفة، شوّهت صورة الزعيمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، وأدت لمطالبتها بالاستقالة من مجلس حقوق الإنسان. ولكن، يكمن حل المشكلة في نهاية المطاف في الحوار. لذلك، قد نشهد لقاء قريبا للرئيس أردوغان بزعيمة ميانمار خلال انعقاد جلسات مجلس الأمم المتحدة. 

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس