أوكان مدرس أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

أظهر تقرير لوزارة الداخلية التركية بخصوص الطائرات المسيرة بنوعيها الاستخبارية والمسلحة، أنها أصبحت كابوسًا يقض مضجع إرهابيي حزب العمال الكردستاني. فبفضل هذه الطائرات تضاءلت إمكانية عمل وتحرك المسلحين، وتعرضوا لخسائر كبيرة، ليبدؤوا بتسليم أنفسهم بعد أن تمكن الخوف من قلوبهم.

هناك تفاصيل مثيرة للانتباه في التقرير منها:

لا خسائر في الأرواح في صفوف قوات الأمن خلال العمليات التي تُنفذ بغطاء جوي من الطائرات المسيرة الاستخبارية/ المسلحة، لأن الإرهابيين لا يملكون القدرة على التحرك وتغيير مواقعهم بسبب مراقبتهم من الجو. وهكذا يصبحون محاصرين من الجو والبر، وبذلك تستطيع قوات الأمن القضاء عليهم بسبب عدم قدرتهم على الفرار.

وتتمكن قوات الأمن من تنفيذ العمليات بنجاح دون التعرض لخسائر في الأرواح، في حين يتناقص عدد عناصر حزب العمال الكردستاني بسبب خسائرهم الفادحة. فقد قُتل 550 من أصل ألفين يتمركزون في مناطق الأرياف، خلال غارات الطائرات المسيرة، ولم يعودوا يستطيعون التحرك في مجموعات، كما أنهم يعانون من صعوبة الحصول على المواد الغذائية بسبب تضييق الخناق عليهم.

تمكنت قوات الأمن من تطهير عدد كبير من المناطق شرقي وجنوب شرقي تركيا تمامًا من الإرهابيين، الذين لم يعودوا قادرين على تنفيذ عملياتهم وأصبح الخوف يتملك قلوبهم. أما عملاؤهم الذين كانوا يتعاونون معهم فقد أوقفوا دعمهم خشية التعرض لقصف الطائرات المسيرة.

زادت فعالية أسلحة الدعم التي تستخدمها قوات الأمن مع بدء استعمال الطائرات المسيرة الاستخبارية والمسلحة، التي لم تدع متنفسًا للإرهابيين حتى في أشهر الشتاء.

 ولم يعد المسلحون المتمركزون في الأرياف قادرون على طلب الدعم، وحتى إن وصل الطلب إلى قيادة الحزب فهي غير قادرة على تلبيته.

كما لعبت الطائرات المسيرة دورًا فعالًا في خفض عدد الملتحقين بصفوف الحزب الانفصالي، فيما تتزايد الرغبة عند مسلحيه في تسليم أنفسهم للسلطات. ومع استمرار نزيف العناصر، لا يملك الحزب القدرة على معالجة عناصره المصابين.

ما الذي يزعج حزب الشعب الجمهوري؟

لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري من إثبات وجوده في محافظات المنطقتين الشرقية والجنوب شرقية في أي من الانتخابات التي جرت حتى اليوم. يسعى الشعب الجمهوري إلى إقامة تحالف مع حزب الشعوب الديمقراطي، الداعم لحزب العمال الكردستاني، في مسعىً منه لكسب أصوات الناخبين في المطقة خلال انتخابات 2019.

ويحاول الحزب الإلقاءب ظلال الشك على عمليات مكافحة الإرهاب التي تخوضها قوات الأمن، ولهذا صرح أحد نوابه في البرلمان بأن الطائرات المسيرة "تقتل المدنيين الأبرياء".

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس