حسين يايمان – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ ما يزيد عن 25 عاما ونحن نناقش موضوع تشكيل جيش "محترف"، فقد سمعت لأول مرة في تركيا بمصطلح "جيش محترف" وأنا طالب في الجامعة، ومنذ ذلك الزمن حتى اليوم، أصبح هذا الموضوع هو الشغل الشاغل لكل رؤساء هيئة الأركان المتعاقبين.

كان "نجيب تورُمتاي" رئيس الأركان في عام 1990، وحينها لم يتفق "تورمتاي" مع رئيس الجمهورية "أوزال" واستقال الأول من منصبه، ليأتي مكانه "دوغان قوريش"، الذي بدأ حملة كبيرة من أجل مكافحة تنظيم حزب العمال الكردستاني بصورة أكثر فعالية وأكثر قوة.

في عام 2001، أصبح "حسين كيفريك أوغلو" رئيس الأركان، والذي أصدر أمرا "بإعادة تشكيل الجيش بحيث يصبح لديه قوتين مركزيتين، الأولى للشرق والثانية للغرب، تحت قيادة شخصين مختلفين"، بمعنى أنّ "كيفريك أوغلو" كان يريد إعادة تنظيم القوات المسلحة التركية في عهده.

نعم، منذ 25 عاما وتركيا تتحدث بهذا الموضوع، ويتناقشه المسئولون فيها، والقاعدة الأساسية لهذا النقاش، ترتكز على تأسيس جيش بعدد أقل من العساكر، لكن بقوة وفعالية أكبر من الموجودة حاليا، وأثناء القيام بذلك علينا أن لا نغفل الموقع الجغرافي الاستراتيجي لتركيا.

في الحقيقة بدأ هذا النقاش، بعد تفكك دول الاتحاد السوفييتي، وتكوين حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حينها بدأت الدولة التركية تسأل نفسها، خصوصا بعد زوال الخطر والتهديد الحقيقي الذي كان يمثله جيش الاتحاد السوفييتي، أصبحت الدولة تسأل نفسها، هل نحن بحاجة إلى جيش كبير بهذا القدر؟ مع ذهاب التهديد السوفييتي؟

وعلينا النظر من هذا الباب تجاه مسألة دفع بدل الخدمة العسكرية الإجبارية، وما جرى حولها من نقاشات عديدة، فعلينا معرفة ما هو الجيش الذي تحتاجه تركيا، هل جيش يكون صاحب أكبر عدد من القوات البرية من جيوش حلف شمال الأطلسي "الناتو"؟ أم جيش صاحب قدرة على خوض الحروب غير المتكافئة، من خلال خبرات تكنولوجية متطورة وحديثة للغاية؟ ألسنا بحاجة إلى جيش قليل العدد، لكنه صاحب قوة ردع كبيرة جدا، واحترافية عالية في القتال؟

هناك توافق في هذا الموضوع، ما بين الحكومة التركية وبين القوات المسلحة التركية، من أجل تشكيل، وإعادة تنظيم، جيش تركي يدعم الرؤية المتمثلة بأهداف 2023، بصورة شاملة، ومتكاملة، على طريق تشكيل جيش تركي محترف، يدعم ويحمي مصالح البلاد والعباد.

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس