محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

تتجه التناقضات المعقدة الناجمة عن تطهير مناطق سوريا والعراق من تنظيم داعش، نحو وضع أكثر تعقيدًا.

وتقف على عتبة أنقرة مشكلتان هامتان في سوريا والعراق، اللذين تحولا إلى ساحة تتبادل فيها الأطراف الفوز والخسارة.

المشكلة الأولى هي احتمال نشوب صراع بين الأكراد والعرب جراء الحرب على داعش، خلال فترة الإعداد لاستفتاء انفصال الإقليم الكردي عن العراق، والسبب في ذلك قضاء الحويجة الواقع على بعد 40 كم غربي كركوك.

فعلى الرغم من فرار عناصر داعش من الموصل إلى الحويجة إلا أن المعركة توجهت بشكل عجيب نحو تلعفر.

مشكلة الحويجة

بعد عملية تطهير تلعفر من داعش، التي لم تشارك فيها قوات البيشمركة، توجهت أنظار الحشد الشعبي إلى الحويجة الواقع تحت سيطرة داعش منذ 3 أعوام.

بدأت المشكلة من هنا...

لأن من يسيطر على الحويجة، يمسك بزمام الأمور في كركوك، ويضع الموصل تحت تصرفه...

ولأن حكومة الإقليم الكردي في العراق تدرك ذلك لم تسمح بتوجه الحشد الشعبي إلى قضاء الحويجة عبر كركوك بعد عملية الموصل.

في حديث لي مع أرشد هرمزلي، وهو من أصول تركمانية عمل مستشارًا في عهد الرئيس السابق عبد الله غول، وعلى اطلاع جيد على أخبار المنطقة، أشار إلى أن الحويجة تتجه من التوتر نحو الاقتتال.

وزاد الطين بلة مع إعلان قيادة القوات الأمريكية في بغداد أن قوات البيشمركة أيضًا سوف تشارك في عملية الحويجة. لأن حكومة بغداد منزعجة من زيادة نفوذ الإقليم الكردي في كركوك، التي سوف يتحدد وضعها في الاستفتاء، وتسعى إلى كسر السيطرة الكردية عبر إدخال الحشد الشعبي إلى الحويجة.

ها هو التوتر يظهر للمرة الثانية بين العرب والأكراد في الحرب مع داعش في العراق، بعد أن نشب للمرة الأولى في محافظة دير الزور السورية.

مشكلة أخرى يشوبها التعقيد وهي محافظة إدلب السورية

بعد سيطرة هيئة تحرير الشام، المرتبطة بالقاعدة على معبر باب الهوى أغلقت تركيا معبر جيلوة غوزو المقابل له. وهذا ما حال دون عبور ما بين 300 و500 شاحنة محملة بالحديد والإسمنت من تركيا إلى المناطق المحررة من داعش بما فيها حلب، من أجل إعادة الإعمار.

وبذلك تحول عبور مواد البناء إلى معبر أونجو بنار في محافظة كيليس. لكن تغيير المسار هذا نجم عنه مشكلة جديدة لأن الحمولة العابرة من هناك تمر باعزاز، ومن بعدها تضطر لعبور عفرين الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي من أجل الوصول إلى حلب.

يفرض حزب الاتحاد الديمقراطي مبالغ كبيرة تحت مسمى الضريبة الجمركية على الحمولة والشاحنات، ووصلت الأرقام إلى مبالغ خيالية. بل إن الحزب حوّل إعادة الإعمار إلى باب للكسب.

ومما زاد في سوء الوضع بالمنطقة مطالبة الحزب منتجي الزيتون في منطقة عفرين بتقديم 200 لتر من زيت الزيتون عن كل أسرة.

وعلى الإثر، سمحت أنقرة مجددًا بعبور البضائع من معبر جيلوة غوزو، بعد توصل أحرار الشام وهيئة تحرير الشام إلى اتفاق لتسليم معبر باب الهوى إلى إدارة مدنية.

الأمر المؤكد أنه من دون حل مشكلة محافظة إدلب فإن هذا المعبر سيبقى عرضة للفتح والإغلاق مرات كثيرة...

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس