سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

وأخيرًا جاء الدعم من مصدر أمريكي تعامل بموضوعية مع ما تقوله تركيا بأن الأسلحة الأمريكية الممنوحة لوحدات حماية الشعب سوف تستخدم خارج الهدف المحدد لها وأنها ستشكل تهديدًا دوليًّا بأيدي الإرهابيين.

أعد التقرير "مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد" (Organized Crime and Corruption Reporting Project) و"شبكة البلقان للصحافة الاستقصائية" (Balkan Investigative Reporting Network).

صدر التقرير الثلاثاء 12 سبتمبر، ويقول إن هناك شبهات حول عملية تسليم الأسلحة التي منحتها البنتاغون لوحدات حماية الشعب والمقدرة قيمتها بمليارين و200 مليون دولار، وأين ستستخدم.

منذ اتخاذ الولايات المتحدة قرارها بالتعاون مع وحدات حماية الشعب ضد تنظيم داعش، وتركيا تقول إن مكافحة تنظيم إرهابي غير ممكنة عن طريق تنظيم إرهابي آخر، وإن الأسلحة الممنوحة لوحدات حماية الشعب ستستخدم ضد تركيا، وفي العمليات الإرهابية الدولية.

أرسلت تركيا إلى مسؤولي الإدارة الأمريكية أدلة على انتقال هذه الأسلحة وفي الآونة الأخيرة، إلى أيدي إرهابيي حزب العمال الكردستاني. لكن المسؤولين ادعوا في كل مرة أن سجلات الأسلحة موجودة في أيديهم وأنها تحت سيطرتهم.

لكن التقرير الأخير يشير إلى أن هذه الادعاءات غير صحيحة قطعًا، وأن البنتاغون فقدت السيطرة منذ زمن بعيد على الأسلحة المذكورة.

وبحسب التقرير، فإن العملية تسيرعلى النحو التالي: لا ترسل واشنطن الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب من الولايات المتحدة، وإنما تجمعها عبر متعاونين معها في البلقان من مصانع الأسلحة المتبقية من العهد السوفيتي، وترسلها إلى الوحدات.

عملية إرسال الأسلحة أيضًا لا يقوم بها المسؤولون الأمريكيون. فواشنطن أحالت العملية إلى مقاولين، جزء منهم على علاقة مع مهربي السلاح وعصابات المافيا. بمعنى أن جزءًا من الأسلحة الممنوحة يُباع لمن يدفع في السوق السوداء فلا  يصل لوحدات حماية الشعب. أما الجزء الآخر فتحتفظ به وحدات حماية الشعب لاستخدامه ضد تركيا أو تبيعه في السوق السوداء لتكسب الأموال منه.

وبسبب زيادة الطلب على الأسلحة بدأت البنتاغون بتأمين هذه الأسلحة من جورجيا وكازاخستان وأوكرانيا أيضًا. وبهذا توسع مجال سوق الأسلحة بشكل كبير.

سيعزز هذا التقرير الموضوعي، المعد من جانب مؤسستين مدنيتين، موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماعه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في الأمم المتحدة الأسبوع القادم. لأن من المؤكد ورود قضية الكيان الكردي المراد إنشاؤه في شمال سوريا، على أجندة الاجتماع وينبغي على تركيا ان تستخدم معطيات هذا التقرير  وهي تشرح مدى خطأ وقوف الولايات المتحدة إلى جانب وحدات حماية الشعب.

قالت تركيا في السابق إن المساعدة المقدمة للإرهابيين لا بد وأن تعود لتضرب مقدمها، والآن هناك تقرير مشترك لمؤسستين مدنيتين يؤكد أن ما قالته تركيا بدأ يتحقق.

تقوم البنتاغون بشراء وتوزيع هذه الأسلحة عبر قناتين، الأولى هي قيادة القوات الخاصة (Special Operations Command)، والثانية هي شركة سلاح ليست معروفة كثيرًا اسمها (Picatinny Arsenal)، ومقرها نيوجرسي. وقيادة القوات الخاصة تعمل مع العناصر المحلية، ويمكنها تكليف الجهة التي ستوزع السلاح دون إجراء الكثير من التحقيقات حولها.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس