ترك برس

تُشير تقارير تركية إعلامية واستخباراتية تركية إلى أن ميليشيات ما يُسمى بـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (بي واي دي) المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والمعادية لتركيا، تُسيطر حاليًا على عشرات الآبار النفطية في محافظة الحسكة السورية، وأنها تحاول السيطرة على حقوق مدينة البوكمال الواقعة أقصى جنوب شرقي محافظة دير الزور على الحدود مع العراق.

مسلحو تنظيم "بي واي دي"، الذي يعدّ الذراع السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي) المصنف في قائمة الإرهاب، يحتلون محافظة الحسكة شرقي سوريا، والجزء الشمالي من محافظة الرقة شمالًا، ومنطقتي عفرين ومنبج بمحافظة حلب في الشمال السوري، وقد تمكنوا خلال الأشهر القليلة الماضية، من السيطرة على ألفين و500 كيلومتر مربع، بدعم من الولايات المتحدة.

ويقول تقرير بوكالة الأناصول الرسمية في تركيا إن دير الزور الواقعة معظم مساحتها تحت سيطرة تنظيم "داعش" شرقي سوريا، باتت اليوم مسرحًا لصراع قوات النظام المدعومة روسيًا من جهة، وتنظيم "بي واي دي/ بي كي كي" الإرهابي من جهة أخرى، بهدف السيطرة عليها لكونها تضم حقولًا نفطية ضخمة على الحدود مع العراق.

وتتقدّم ميليشيات بي واي دي" شمال شرقي ريف دير الزور، في إطار العملية التي أطلقوها بدعم من الولايات المتحدة، في 9 سبتمبر/أيلول الحالي. وتضم المنطقة المحاذية للحدود العراقية التي انسحب منها عناصر داعش الإرهابي دون اشتباكات، 11 حقلا نفطيا هاما.

ومن اللافت للانتباه شمول رقعة عمليات "بي واي دي/ بي كي كي"، المنطقة التي تضم حقولا نفطية على حدود دير الزور مع العراق، شرق نهر الفرات، مثل العمر، والتنك، والورد، والجفرة، وجرنوف والأزرق، والشعيطات، والتي يتوقع أنها تشكل ثلث موارد الطاقة في سوريا، وقد كان تنظيم "داعش" كسب ملايين الدولارات منها، خلال السنوات الثلاثة الماضية.

وأفادت مصادر محلية في الحسكة أن تنظيم بي واي دي/ بي كي كي" يسيطر حاليا على نحو 350 بئرا نفطيا صغيرا، في المحافظة، ويجري استخراج 35 ألف برميل من النفط الخام من تلك الآبار، يباع القسم الأكبر منه للنظام، فيما يستخدم التنظيم الجزء المتبقي.

وبسبب الحرب يبيع التنظيم برميل النفط بسعر مرتفع يصل نحو 70 دولارا، وهو أعلى من متوسط السعر في الأسواق العالمية، وبهذا يحقق دخلا يقدر بـ 70 مليون دولار شهريا، من عائدات نفط الآبار التي يسيطر عليها في الحسكة فقط.

وفي حال سيطرة التنظيم على حقول مدينة البوكمال الواقعة أقصى جنوب شرقي محافظة دير الزور على الحدود مع العراق، فمن المنتظر أن يرتفع انتاجه ودخله اليومي من النفط، إلى ثلاثة أضعاف.

ووفق تقرير "الأناضول"، يحتل "بي واي دي/ بي كي كي" نحو 23 % من أراضي سوريا. كما سيطر على أكبر ثلاثة سدود في البلاد، بدعم عسكري من الولايات المتحدة. وبفضل سيطرته على سدود تشرين في حلب، والطبقة والبعث في الرقة، يتحكم التنظيم بنحو 70% من حجم الطاقة الكهرومائية لسوريا، فضلًا عن نحو 60% من الأراضي الزراعية.

وفي نيسان/أبريل الماضي، اتّهم تقرير تركي الولايات المتحدة بانتهاك معاهدة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، عبر تقوية منظمة "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي) المصنفة في قائمة الإرهاب، مؤكّدا أن المعاهدة تُلزم واشنطن بتعزيز أمن "الحليف التركي"، وبالتالي عدم دعم التنظيمات التي تهدد ذلك الأمن.

وبحسب التقرير، تتفق الدول الأعضاء في حلف الناتو، الذي لعبت الولايات المتحدة دورًا بارزًا في وجوده وتطويره وكانت أكبر المساهمين فيه، على تعزيز الدفاع الجماعي والمشترك زمن الحرب والسلم، وتوحيد الجهود لحماية الأمن.

وتحت عنوان "عشر قواعد للولايات المتحدة الأمريكية في سوريا لدعم بي كي كي/ بي واي دي"، نشرت "الأناضول" قبل فترة نقلًا عن مصادر محلية، إنفوغرافيك يظهر وجود 8 نقاط عسكرية إضافة إلى قاعدتين جويتين للولايات المتحدة شمالي سوريا.

ووفقا للوكالة التركية، هناك 200 جندي أميركي و75 جنديا فرنسيا من القوات الخاصة منتشرين في موقع متقدم يقع شمال الرقة على بعد 30 كيلومترا من المدينة التي تعد معقلا لتنظيم الدولة.

وتُستخدم تلك المنشآت العسكرية العشر (مطاران وثمانية مواقع متقدمة) لتوفير الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وجناحه المسلّح وحدات حماية الشعب الكردية (واي بي جي) التي تعتبرها أنقرة مرتبطة بمنظمة حزب العمال الكردستاني التي تصنفها واشنطن إرهابية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!