ترك برس

ناقش خبراء ومحللون سياسيون آفاق العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية على ضوء نتائج وأجواء لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان، يوم الخميس في نيويورك، حيث أثنى ترامب على زعامة أردوغان، وقال إنه أصبح صديقا له.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة القطرية، في معرض تعليقهم على الحديث المشحون بالحميمية والود بين الرئيسين ترامب وأردوغان، خلال اللقاء الذي جمعهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية.

وقال الرئيس الأمريكي "لدينا علاقات صداقة رائعة كدولتين، وأظن أننا الآن قريبان أكثر من أي وقت مضى، وجزء كبير من هذه الصداقة يرتبط بعلاقتنا الشخصية". وذكر أن أردوغان "يقود منطقة صعبة جدا من العالم، ويقوم بدور قوي جدا جدا، وبصراحة يسجل نتائج جيدة جدا".

ترامب وصف الرئيس التركي بأنه "صديقي، والتعرف على شخص مثله شرف عظيم وميزة كبيرة، فهو يمارس عمله في منطقة صعبة من العالم، ويتمتع بدرجة كبيرة من الاهتمام".

ويبدو سلوك ترامب تجاه أردوغان "مفاجئا للغاية" بالنسبة لكبير الباحثين في مركز التقدم الأمريكي لاري كورب، الذي يقول إن الرئيس الأميركي لا يمكن توقع تصرفاته.

ويرى كورب أنه رغم الكيمياء الجيدة بين الرجلين، فإن ترامب لن يستطيع إيقاف عقوبات الكونغرس على تركيا التي انتهكت العقوبات على روسيا واشترت منها منظومة صاروخية، إذ المفروض شراؤها فقط من دولة حليفة.

ووفقا له، فإن الملفات العالقة لا تبت فيها المجاملات الشخصية، كملف فتح الله غولن. فلو رغب ترامب في تسليمه لتركيا، لن يحدث ذلك، لأنه هناك محاكم مستقلة لم يثبت لديها أنه ضالع في محاولة الإطاحة بأردوغان، حسب قوله.

أما الساحة السورية فيرى أن تنسيق تركيا مع روسيا وإيران هناك وسياستها تجاه الأكراد يقوضان مصالح أمريكا.

بدوره يرد برهان كور أوغلو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون بأن تركيا لا تعتمد على ردود الفعل الشخصية، بل على تحول ملموس من المؤسسات "التي لا أعتقد أن ترامب قادر على تغييرها".

وبخصوص شراء المنظومة الصاروخية أس 400 الروسية، قال إن أنقرة لم يُترك لها خيار، فهي طلبت التسليح من الحلفاء ولم يلبّ طلبها.

وحول حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا قال إنه فرع من حزب العمال الكردستاني "الإرهابي" الذي يقاتل تركيا منذ ثلاثين عاما، ودعمته أميركا بثلاثة آلاف شاحنة من الأسلحة.

وانتهى إلى القول إن تركيا لن تضحي بمصالحها مقابل مجاملات شخصية، مشيرا إلى أن المؤسسات الأميركية تركز فقط على انتقاد تركيا من الداخل وعلى التخوف من تقاربها مع روسيا وإيران.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!