ترك برس

دفع الطلب المتزايد على الطاقة، وزيادة الاعتماد على الطاقة الأجنبية تركيا إلى البحث عن سبل وتكوين استراتيجية تجعلها مستقلة في مجال الطاقة. وفي هذا الصدد تحرص الحكومة على تكثيف العمل على استكشاف الهيدروكربون داخل البلاد في السنوات المقبلة.

وبالأمس منحت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية شركة توركيش بتروليوم (TP) التي تديرها الدولة رخصة للتنقيب عن الهيدروكربون (النفط والغاز) في ولايتي  تكيرداغ شمال غرب تركيا، وكيركالي في وسط البلاد، لمدة خمس سنوات.

وكشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، بيرات البيرق، من قبل عن خطط للقيام بأعمال الحفر العميق والاستكشاف الزلزالي لموارد النفط والغاز الطبيعي في البحر الأسود والبحر المتوسط. وقال البيرق: "إن استهلاك الطاقة في تركيا آخذ فى الازدياد، وإن البحث عن رواسب الهيدروكربونات القيمة جار حاليا فى البحر الاسود من اجل تقليل الاعتماد على الواردات".

تحظى تركيا بأعلى معدل للطلب المتزايد على الطاقة بين بلدان منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على مدى السنوات الـ15 الماضية. ولا تستطيع البلاد أن تلبي سوى 26 في المئة من إجمالي الطلب على الطاقة من خلال الموارد المحلية، في حين يتمتع جيران تركيا في العراق وإيران ودول الخليج العربي باحتياطيات هيدروكربونية وفيرة.

تقع تركيا جغرافيًا بين الدول المنتجة للطاقة في المنطقة التي تستحوذ على أكثر من 75 في المئة من احتياطيات النفط والغاز المؤكدة في العالم، وبين أسواق الاستهلاك الأوروبي للطاقة. ومن ثم فإن تركيا هي جسر الطاقة الطبيعي بين دول بحر قزوين ووسط آسيا والشرق الأوسط والأسواق الاستهلاكية في أوروبا.

وإلى جانب تعزيز مكانتها بين ممرات الطاقة في الشرق والغرب والشمال والجنوب، تهدف تركيا أيضا إلى تنويع طرق ومصادر النفط والغاز الطبيعي المستورد وزيادة نسبة الطاقة المحلية والمتجددة في مزيج الطاقة.

تهدف الحكومة التركية إلى استثمار 11 مليار دولار في قطاع الطاقة في البلاد خلال الفترة من 2017 إلى 2023. وعلى مدى العامين الماضيين، تم استثمار 1.9 مليار دولار في قطاع الطاقة في البلاد، يستثمر 30 في المئة من هذه الأموال في تطوير مصادر الطاقة المتجددة.

تركيا من أغنى البلدان في العالم من حيث الموارد المتجددة مثل الطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية وغيرها. وبالنسبة للطاقة الحرارية الأرضية، تحتل تركيا المرتبة الأولى في أوروبا والسابعة في العالم. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطاقة الشمسية وفيرة نظرا لموقعها الجغرافي في العالم. وهي أيضا من بين دول العالم التي تمتلك إمكانيات طاقة مائية عالية. وتقدر القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح في تركيا بنحو 160 تيراواط/ ساعة.

ومن المتوقع أن تزيد السياسات المشجعة المدعومة بتعريفات التغذية المواتية من حصة هذه الموارد المتجددة في الشبكة الوطنية في السنوات المقبلة. وقد أعطت الحكومة التركية أولوية لزيادة حصة المصادر المتجددة في إجمالي الطاقة المركبة في البلاد إلى نسبة ملحوظة بلغت 30 في المئة بحلول عام 2023.

وعلاوة على ذلك، قررت تركيا تطوير الطاقة النووية بهدف تقليل الآثار البيئية السلبية لإنتاج الطاقة. ويجري حاليا إنشاء محطتي طاقة نووية في أك كويو وسينوب.

تبلغ حصة تركيا من استهلاك النفط العالمي البالغ  95 مليار برميل يوميا، 0.9 في المئة. وتمثل هذه الحصة تقريبا نصف إجمالي واردات النفط في المملكة المتحدة. يأتي معظم النفط القادم إلى تركيا عبر طريقين رئيسيين هما خط أنابيب العراق - يومورتاليك، وخط  باكو - تبليسي - جيهان. ويأتي نحو 42 في المئة من النفط المستورد من العراق و20 في المئة من إيران وحوالي 10 في المئة أو أكثر من روسيا والسعودية.

وبالإضافة إلى ذلك، استوردت تركيا 46.35 مليار متر مكعب من الغاز العام الماضي، منها 38.72 مليار متر مكعب تم استيرادها عبر خطوط الأنابيب، و7.63 مليار متر مكعب من واردات الغاز الطبيعي المسال. وتستورد تركيا الغاز من روسيا وإيران وأذربيجان، وتستورد الغاز المسال من الجزائر ونيجيريا ودول أخرى.

ومن أجل تحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، تبذل تركيا جهودا كبيرا في استكشاف المخزونات الجديدة حتى الآن. وخلال السبعة أشهر الأولى من عام 2017، تم حفر ما مجموعه 42 بئرا، و18 بئرا للاستكشاف، و7 آبار تقييم، و17 بئرا إنتاجيا، تمثّل 73 ألفًا و867 مترا من الحفر في هذه الآبار. ومنذ العام الأول من التنقيب عن النفط حتى نهاية تموز/ يوليو 2017، تم حفر ما مجموعه 4 آلاف و776 بئرا، وتم اكتشاف 223 حقلًا منها 79 حقل غاز طبيعي و144 حقل نفط خام.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!