ترك برس

بسبب دفاعه عن المظلومين المسلمين وغيرهم في أنحاء العالم وانتقاده للنظام العالمي الحالي، يتعرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهجمات القادة الغربيين بشكل عام، وهو أمر يعتبره مراقبون انزعاجًا وخشية من استقلالية تركيا وعدم خضوع رئيسها لهم.

وكثيرا ما يندد الرئيس التركي بنظام الأمم المتحدة التي تعد أكبر منتدى عالمي عرفه التاريخ (تضم 193 عضوا)، ويدعو إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن الدولي تحت شعار "العالم أكبر من خمسة".

ويؤكد أردوغان أن عدم تغيير الأعضاء الدائمين (الولايات المتحدة، وروسيا وبريطانيا، والصين، وفرنسا) في مجلس الأمن رغم مرور 72 عاما على تأسيس التكتل الأممي، يتسبب بفشل الأمم المتحدة في حل جميع القضايا المهمة بالعالم.

أستاذة مركز العلاقات الدولية (CERI) بالعاصمة الفرنسية باريس "جانا جبور"، تقول إن الاتحاد الأوروبي لا يرغب بوجود زعيم قوي في الشرق الأوسط، قادر على قول "لا" في وجه الغرب.

وتُضيف جبور ذات الأصول اللبنانية، خلال مقابلة مع وكالة الأناضول الرسمية، أن "الأوروبيين يريدون رؤساء خاضعين خانعين في الشرق الأوسط، لذلك يواصلون إنكار قدر ومكانة تركيا على الساحة الدولية".

وعلى خلفية التوتر الذي شاب العلاقات بين أنقرة وبعض دول الاتحاد الأوروبي، في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا منتصف يوليو / تموز 2016، اقترح بعض السياسيين الألمان علنا ​وقف محادثات الانضمام، في ظل تصويت غير ملزم من البرلمان الأوروبي بتعليقها.

ومن المنتظر أن يبحث المجلس الأوروبي في أكتوبر / تشرين الأول المقبل مفاوضات الانضمام، وذلك رغم معارضة بعض الدول بالاتحاد، مثل المجر وفنلندا وليتوانيا وآيرلندا، علنا، مقترح ألمانيا بتعليق المحادثات.

تركيا رغم ما تواجهه من تحديات على مختلف الأصعدة، تمكنت من تبوء مكانة كبيرة على الساحة الدولية، مقارنة بماضيها خلال السنوات السابقة، وفق رأي جبور التي لفتت إلى الدور الفاعل الذي يلعبه الرئيس أردوغان في قمم "مجموعة العشرين" التي يشارك فيها.

وعن أردوغان، قالت جبور: "هو رئيس يقف بجانب المسلمين، وكذلك المظلومين في شتى أنحاء العالم، يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ولم يتوانَ مؤخرا عن تقديم العون لمسلمي إقليم أراكان غربي ميانمار".

ومنذ 25 أغسطس / آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية بحق مسلمي الروهنغيا، أسفرت عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، بحسب ناشطين أراكانيين. وعبَر نحو 421 ألفا من مسلمي الإقليم الواقع غربي ميانمار إلى بنغلادش، وفق آخر بيانات أممية.

وأضافت جبور "الاتحاد الأوروبي ينزعج من دفاع أردوغان عن المظلومين، وإلقائه خطابات تنتقد النظام العالمي". وتابعت "هذه الخطابات تظهر أردوغان كزعيم يدافع عن حقوق الإنسان، وهذا الأمر ينعكس إيجابا على سمعة ومكانة تركيا كدولة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!