ترك برس

تناول تقرير في شبكة الجزيرة القطرية معوقات اندماج الجاليات العربية في المجتمع التركي، في ظل الارتفاع الكبير الذي طرأ على عدد أبنائها خلال الأعوام الأخيرة.

ورغم تطور الظروف المعيشية لكثير من اللاجئين، وتكوين الأسر والعائلات الجديدة، ورغم التعامل الإيجابي للمجتمع التركي مع الجميع، فإن هناك تفاوتا ملموسا في مستوى اندماج العرب في تركيا بالمجتمع.

ووفقًا للتقرير، يبدو التفاعل العربي التركي كبيرا في المواقف الشعبية تجاه قضايا سياسية محددة، إضافة إلى الاستقطاب التركي الكبير للمستثمرين ورجال الأعمال العرب في مجالات التجارة والاقتصاد.

في المقابل، يحجم عدد من أرباب الأسر العربية عن تسجيل أطفالهم للتعلم بالمدارس التركية، رغم أن الالتحاق بها قليل الكلفة، ويفضلون إرسالهم عوضا عن ذلك إلى المدارس العربية الخاصة المنتشرة هناك رغم شكواهم من تكاليفها الباهظة، ووصفهم لكثير منها بأنها مؤسسات تجارية تسعى للربح السريع.

ونقلت الجزيرة عن بعض الآباء، قولهم إن إرسال أطفالهم للمدارس التركية سيستنزف الكثير من طاقاتهم ويصرفها على تعلم التركية كلغة للتعليم، بدلا من صرف الجهود على رفع المستوى العلمي أو منافسة أقرانهم وزملائهم بالصف من طلبة المدارس الأتراك.

كما تسجل حالات النسب والزواج بين العرب والأتراك مستويات متدنية، رغم أن الزواج يمثل أحد المداخل الأساسية للتجنيس، ويمكِّن من يصاهر الأتراك من الحصول على الجنسية التي تفتح أمامه كثيرا من التسهيلات في مجالات العمل والاستثمار والدراسة والعلاج والسفر وغيرها.

ويلخص ناشطون عرب في تركيا معوقات اندماج الجاليات العربية في المجتمع بثلاثة عوامل رئيسة هي اختلاف اللغة، والتنافس في سوق العمل، وتباين النظرة إلى كثير من الجوانب الثقافية.

ورغم التلاقي الكبير بين العرب والترك في كثير من العادات والتقاليد والسلوك الشرق أوسطي -فضلا عن الدين والمذهب- فإن كثيرا من العرب مثل العراقي مصطفى ناظم يعتقدون أن التصورات المسبقة لدى كل طرف عن ثقافة الآخر تعيق قدرته على التواصل معه.

ويشارك ناظم -الذي يدير شركة تجارية- أهل الحي الذي يسكنه في مدينة إسطنبول منذ أكثر من عشر سنوات كافة مناسباتهم، ويعد نفسه جزءا منهم، ويقول (للجزيرة) إنه يدعى باستمرار لأفراحهم ويحرص على حضور الجنائز والمناسبات الأخرى.

كما يعتقد أن تنامي نشاط أفراد من الجاليات العربية بصورة سريعة وكبيرة وسهولة تأسيسها للأعمال مكنها من تكوين مجتمعاتها الخاصة التي أغنتها عن التواصل مع المجتمع المحلي الأوسع، وحد من احتياجها للتفاعل معه، إلى جانب أنها خلقت تنافسا مع أتراك من التجار وذوي المشاريع الاقتصادية الصغيرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!