ترك برس

رأى الخبير والباحث السوري عمر كوش أن التفاهمات التركية الروسية من جهة، والتركية الإيرانيّة من جهة أخرى، هي تفاهمات تفرضها ضرورات ومصالح الأمن القومي التركي.

وفي مقال تحليلي نشرته شبكة الجزيرة، قال كوش إن تلك التفاهمات تنحصر بشكل أساسي في ملفين أساسيين يتعلقان بالوضع في كل من العراق وسوريا، حيث تجسدها في الوضع السوري مقولة "الحفاظ على وحدة سوريا".

وهذه المقولة، بحسب كوش، تجمع بين جميع أطراف التفاهم التركي والروسي والإيراني، لكن كل طرف يفسرها بما يخدم مصالحه الأمنية والقومية.

وبالنسبة لتركيا فإنها تعني منع قيام كيان معاد لها لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في شمالي سوريا، يمتد من القامشلي في أقصى الشمال الشرقي إلى البحر المتوسط في الشمال الغربي منها.

واعتبر الباحث أن هناك تساؤلات عديدة عن ثمن التفاهمات التركية الروسية الإيرانية، وعما إن كانت تقابلها الانعطافة التركية في الملف السوري منذ سيطرة قوات النظام والمليشيات الطائفية الإيرانية على حلب الشرقية، وتضمنت مقايضة تتطلب من القادة الأتراك تخفيف لهجتهم الرافضة لبقاء نظام الأسد، مقابل تفاهمات بدأت بـ"درع الفرات" ووصلت إلى نشر قوات تركية في إدلب.

ويبدو أن تركيا وجدت نفسها -في الآونة الأخيرة- مضطرة للدخول في سيناريوهات عسكرية، وعقد تحالفات وتفاهمات سياسية ما كانت تفضلها من قبل، خاصة بعد أن أدار لها الظهر حلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية.

وبحسب كوش، فإن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، حجمت الدور التركي في سوريا عندما منعت القوات الأميركية وفصائل الجيش السوري الحر المنخرطة في عملية "درع الفرات" من التقدم باتجاه منبج.

وذهبت إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب في نفس المنحى فأبعدت تركيا ومنعتها من لعب أي دور في معركة السيطرة على الرقة ودير الزور.

بل إن الإدارة الأميركية أسندت مهمة هذه المعركة إلى مليشيات "قوات سوريا الديمقرطية" التي تشكل ميليشيات "وحدات حماية الشعب (YPG)" (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD) عمادَها الأساسي.

وهو أمر لاقى معارضة شديدة من المسؤولين الأتراك لأن أنقرة تعتبر هذا الحزب منظمة إرهابية، لكونه يمثل الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني (PKK).

وقال كوش إن الساسة الأتراك شعروا بخذلان حليفهم الأميركي الذي قدم دعماً عسكرياً كبيراً لمليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ولم يبدِ الساسة الأميركيون أي تفهم لمخاوف تركيا حيال مساعي هذا الحزب للسيطرة على مناطق واسعة بشمالي سوريا، ومخططاته في تشكيل كيان معاد لتركيا، وما يشكله ذلك من تهديد لأمنها القومي.

وفي نيسان/أبريل الماضي، اتّهم تقرير تركي الولايات المتحدة بانتهاك معاهدة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، عبر تقوية منظمة "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي) المصنفة في قائمة الإرهاب، مؤكّدا أن المعاهدة تُلزم واشنطن بتعزيز أمن "الحليف التركي"، وبالتالي عدم دعم التنظيمات التي تهدد ذلك الأمن.

وبحسب التقرير، تتفق الدول الأعضاء في حلف الناتو، الذي لعبت الولايات المتحدة دورًا بارزًا في وجوده وتطويره وكانت أكبر المساهمين فيه، على تعزيز الدفاع الجماعي والمشترك زمن الحرب والسلم، وتوحيد الجهود لحماية الأمن.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!