كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

لا بد أن هناك من يجدون صعوبة في فهم سبب تصادم أنقرة مع مسعود بارزاني، ومن المهم جدًّا فهم المسألة وتفسيرها. لكن المشكلة الأكبر هي كثرة من يحاولون زرع الفتنة في الداخل من خلال تحريف مسألة تدهور العلاقات وتحميل أنقرة المسؤولية.

لكن لماذا ساءت العلاقات مع بارزاني؟ ألم تبدِ أنقرة الاهتمام الكافي بها؟ هل تعادي تركيا مطالب الأكراد واستقلالهم وحريتهم؟

علينا الإجابة على هذه الأسئلة بهدوء، لكن بطبيعة الحال، يتوجب علينا أيضًا مناقشتها دون التسبب بتلاشي الحقيقة الكامنة وراءها.

على سبيل المثال، ليست أنقرة من أعلن بارزاني عدوًّا لها، كما يزعم البعض. على العكس بارزاني هو من وقف في جبهة مواجهة لتركيا بانتقاله إلى التحالف المناوئ لها.

تعمل تركيا على اتخاذ التدابير اللازمة فقط في مواجهة تغيير بارزاني وضعه وانتقاله إلى التحالف المناوئ.

وإذا كان هناك من يسأل "من هو التحالف المناوئ لتركيا؟"، نجيب بأن من الممكن رؤية جميع القوى المشاركة في مناقصة إنشاء "كردستان"، والحاصلة على نصيب منها، ضمن هذا التحالف.

لا داعي لأن نخدع بعضنا البعض، "دولة كردستان" ليست سعي شعب للاستقلال والحرية، وإنما اسم مشروع دولي مناهض لتركيا. والقوى والتنظيمات المقاولة في هذا المشروع تحمل أو ستحمل ميزة وحيدة وهي "العداء لتركيا".

هل تعتقدون أن القوى العظمى ستسمح لبارزاني بتأسس دولة وهو محافظ على صداقة تركيا؟ لا تسمح لأي قوة أو مجموعة إرهابية أو منظمة كردية بتأسيس "كردستان"، قبل أن تجعلها عدوًا لدودًا لتركيا.

وللأسف فإن هناك "إسلاميون ليبراليون" يدعون عكس ذلك، ويتهمون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه أعلن بارزاني عدوًّا دون وجه حق، متجاهلين انتقال بارزاني إلى التحالف المناهض لتركيا.

العالم بأسره يعلم أن بارزاني مدين بمنصبه للقوى الأجنبية، وأنه لا يستطيع تأسيس دولة بمفرده. يمكن أن يكون عنصرًا أو ممثلًا ثانويًّا أو مقاولًا للدولة الكردية لكن لا يمكنه حتمًا أن يكون مؤسسًا لها.

كانت تركيا، حتى الأمس القريب، تعتبر رغبة شمال العراق بالانفصال عن الحكومة المركزية "مسألة عراقية داخلية". والسبب في ذلك أن بارزاني لم يكن مناهضًا لتركيا، وإنما كان ضمن الإطار السياسي نفسه معها. وهذا ما اعتبرته البنتاغون مشكلة خطيرة، فمارست ضغوطًا على أربيل بواسطة حزب العمال الكردستاني وحركة غوران وحزب الاتحاد الوطني. وعندها وجد بارزاني الحل في قلب ظهر المجن لتركيا، والمشاركة في "مشروع كردستان" الذي رسمته القوى العالمية.

اتخذت أنقرة موقفًا صلبًا من بارزاني اليوم لأنه غير معسكره، وانضم إلى التحالفات المناهضة لتركيا. وهذه هي الحقيقة التي يسعى البعض لإخفائها عبر وضع النقاش في إطار  التساؤل: "أليس من حق الأكراد إقامة دولة لهم". 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس