عبد الله شن أصلان – صحيفة ديريليش بوسطاسي – ترجمة وتحرير ترك برس

لست مختصًّا بشؤون الشرق الأوسط. ولن أكتب لكم هنا شيئًا عن قضية الاستفتاء التي تثير الجدل منذ أيام. لكني أرى بعض الأمور المتعلقة بالشرق الأوسط، وأود الكتابة عنها.

تواصل إسرائيل تطبيق مخططها رويدًا رويدًا سعيًا للوصول إلى الأرض الموعودة. وفي هذا الإطار قدمت دعمها لاستفتاء انفصال الإقليم الكردي في العراق.

الأرض الموعودة حقيقة بالنسبة لإسرائيل تحدث عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2009 عندما كان رئيسًا للوزراء، فقال في أحد الاجتماعات: "لن نسمح في أي وقت من الأوقات بتطبيق مخطط إسرائيل، في بلادنا، للوصول إلى الأرض الموعودة".

ولا شك أنه ليس من الصعب رؤية مشروع الأرض الموعودة في المخطط الموضوع من أجل ما سُمّي "استفتاء كردستان".

في عام 1974، صرح رئيس وزراء إسرائيل آنذاك أرييل شارون أن "تركيا تدخل في نطاق  اهتمامنا". وهذا ما أظهر مجددًا أهدافهم الحقيقية بشأن الارض الموعودة.

الغاية ليست منح دولة للأكراد أو جعلهم في موقع ذو امتيازات. لكن الأكراد سوف يُستخدمون على أنهم غاية نبيلة، وعندما تنتهي صلاحيتهم سيُوضعون على الرف.

وبالعودة إلى مسألتنا الرئيسية؛ فلسطين والنفط كانا مكوني النزاع في الشرق الأوسط. بيد أن الفترة القادمة سوف تشهد تطورات على صعيد المسألة الكردية وقضية المياه.

بطبيعة الحال، عندما تتغير عناصر المعادلة في الشرق الأوسط لتصبح مسألة الأكراد والماء، سيكون موقع الحريق تركيا.

الحكومة العراقية، الخاضعة لإيران، ستثير قضية المياه خلال الأيام القادمة، وستدعو نظام الأسد من أجل حل مسألة المياه. وكانعكاس لهذا التطور على تركيا، سيُستخدم حزب العمال الكردستاني في الهجوم على السدود التركية.

ستطلق إيران، بدعم من العراق وسوريا حملة من أجل تشويه صورة تركيا على الصعيدين الإقليمي والدولي. وسيكون هناك دور في هذه المبادرة لكردستان التي يسعون لتأسيسها عبر الاستفتاء.

وإذا لاحظتم، أسعار النفط تنخفض من أجل تحويل مركز الاهتمام في الشرق الأوسط من النفط إلى المياه.

وعلى الجانب الآخر ، هناك مساعٍ من أجل التوصل إلى حل مؤقت للخلاف بين الحكومة المصرية وحركة حماس، بهدف إحلال المسألة الكردية محل القضية الفلسطينية.  وكمثال على ذلك، زيارة زعيم حماس إسماعيل هنية مصر للمرة الـأولى.

وفي غمرة هذه الأحداث الحاصلة، ينبغي على تركيا أن تقرأ بشكل صحيح التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، وأن تعمل على استعادة السيطرة على الوضع من جديد، حتى لو اقتضى الأمر تأسيس معاهد تدرّس المسألة الكردية قضية المياه في الشرق الأوسط.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس