محرم صاري كايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

لم تكن أجواء كواليس افتتاح السنة التشريعية الجديدة في البرلمان التركي مختلفة عن الجو المخيم في حفل الاستقبال الذي أقيم مساء اليوم ذاته.

وبينما كان بعض المدعوين يتحدثون عن أن العملية العسكرية ضد شمال العراق هي الحل الوحيد، كانوا يناقشون النتائج السلبية لها.

الملفت للنظر أن المتحدثين عن أضرار الخيار العسكري والمقاطعة جميعهم تقريبًا من حزب العدالة والتنمية.

لكن ماذا تتضمن خطة شمال العراق التي قال عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن خارطة طريق واضحة ستكون قد تحددت لديه عند عودته من زيارة إيران.

في الواقع، تعتبر أنقرة، كما ذكر رئيس الوزراء بن علي يلدريم منذ البداية، أن العملية العسكرية هي الخيار الأخير. ومع ذلك فهي مع طهران تشجع بغداد على الصعيد العسكري.

وفي هذا الإطار، ستكون المعابر الحدودية الحملة التالية للحكومة المركزية في العراق، بعد إعلان حظر الطيران من وإلى الإقليم الكردي.

وتقول وزارة الدفاع العراقية في بيان لها إن الهدف الأهم بالنسبة لها هو السيطرة على المعابر الحدودية بالتنسيق مع تركيا وإيران. ولتحقيق هذا الهدف، شارك الجيش العراقي في مناورات عسكرية بإيران، بعد تركيا، حيث يسعى إلى الدخول من المعابر الحدودية مع الإقليم في البلدين المذكورين، والسيطرة عليها.

فمن تركيا ستقوم القوات العراقية المشاركة في المناورات باجتياز معبر خابور التركي والسيطرة على معبر إبراهيم الخليل المقابل له في الإقليم.

وفي حال مواجهتها أي مقاومة ستطلب حكومة بغداد من البلد المعني تقديم الدعم العسكري والتدخل.

لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد.

لأن أي شاحنة محملة بالبضائع تمر من المعبر تضطر للمرور من الأراضي الخاضعة لحكومة الإقليم عندما تتجه من زاخو إلى كركوك أو الموصل. ولا يوجد أي بديل آخر. ولهذا من الضروري تنسيق تحرك الشاحنات بشكل آمن من المنطقة الخاضعة لسيطرة الإقليم.

لأن ما يتراوح بين 20 و25% من صادرات العراق يخرج عبر الإقليم الكردي، وما تبقى من الأراضي الخاضعة للحكومة المركزية.

وعليه فإنه في حال إلحاق البيشمركة الضرر بأمن طريق شاحنات التصدير ستكتسب خطط التدخل بدعوة من بغداد أهمية كبيرة.

وتضع أنقرة في الحسبان تحول التدخل المذكور إلى عملية ضد حزب العمال الكردستاني المتمركز في قضاء سنجار.

وعلينا ألا ننسى أن القوى العظمى كالولايات المتحدة وروسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي، الموجودة في الساحة من أجل حل المشكلة، لن تقف مكتوفة الأيدي.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس