ترك برس

تباينت آراء المراقبين والمحللين حول جولة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان، في محافظة الرقة الواقعة في الشمال السوري، رفقة المبعوث الأميركي بريت ماكغورك، بعد إعلان السيطرة على المحافظة من قبل ميليشيات معادية لتركيا ومُتهمة بارتكاب جرائم حرب.

وطرح برنامج تلفزيوني على قناة الجزيرة، تساؤلات عن الرؤية الأميركية لهذه المنطقة ولمستقبل سوريا، والدور السعودي فيها، وكيف سيؤثر ذلك في علاقات الرياض بأنقرة التي تعتبر الوحدات الكردية كيانا إرهابيا، وهل يتعلق هذا التطور بإعادة رسم خرائط المنطقة وتوازنات القوى فيها؟

بحسب الصحفي السوري محمد العبد الله، فإن حلف الضرورة الذي نشأ بين روسيا وتركيا وإيران تحاول السعودية الرد عليه عبر دعم أكراد سوريا، بل ودعم أقليات البلوش والأكراد والعرب داخل إيران.

ويضيف أن السعودية تلقت -فيما يبدو- عرضا من الولايات المتحدة بإعمار الرقة المدمرة مقابل تعزيز علاقاتها مع العشائر العربية التي تربطها أواصر تاريخية بالرياض.

بدوره تساءل الكاتب الصحفي فيصل عبد الساتر عن الرسالة التي تريد إرسالها السعودية من تأسيس مجلس عشائري في الرقة، دون أخذ الدولة السورية في الاعتبار.

ومضى يقول إن الأكراد يتوهمون بأن القوى الكبرى ستمضي معهم ولكن هذه القوى تتركهم دائما عند كل منعطف، معتبرا زيارة المبعوث السعودي ضربة تحت الحزام لتركيا التي تبتعد عن أميركا وتقترب من روسيا وإيران.

أما الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي فيرى أن زيارة السبهان ليست ضمن استهداف تركيا ولا دعم الأكراد بقدر ما هي استجابة السعودية للرغبة الأميركية.

وتابع أن ثمة سباقا بين النظام السوري والمليشيات الكردية المدعومة أميركيا للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة، والحال أن أميركا تريد الأرض تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ووفقا له، فإن الدور السعودي يتعلق بالعشائر التي وقعت بين مطرقة النظام وسندان الأكراد، والتي تريد من السعودية ضامنا، مشيرا إلى وجود وشائج عشائرية بين السعودية وسوريا في مناطق كالرقة ودير الزور منذ عهد الملك عبد العزيز بن سعود.

وخلص العلي إلى أن زيارة المبعوث السعودي ذات طابع مرحلي لا تحمل أي إسهام في الحل السياسي، بل إن الحال ذاته ينطبق على أميركا التي لديها معالجة عسكرية للملف وليس لديها جواب على سؤال: ما الحدود التي يمكن أن تسيطر عليها المليشيات الكردية؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!