الأناضول

اعتبر البروفيسور اللبناني، خالد تدمري، حصوله على جائزة تقديرية من قبل اتحاد الكتّاب والفنانين الأتراك حول العالم (توركساف)، كأول عربي ينال مثل هذا التكريم، يشكل "نقلة نوعية" في علاقة تركيا بالعالم العربي.

وفي مقابلة مع وكالة "الأناضول"، أشاد تدمري بـ"الانفتاح التركي تجاه العالم العربي، وخاصة بلاد الشام"، معتبر حصول على الجائزة "تقدير" تركي تجاه شخص عربي، "يعمل على توطيد العلاقات بين تركيا والدول العربية، ويشكل نقلة نوعية بعد انقطاع دام حوالي 80 عاما، عمل الغرب خلالها على بث العداوة فيما بيننا".

وحصل تدمري على جائزة "توركساف" التقديرية في نسختها الـ19 (لعام 2014)، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كأول عربي، لدوره في خدمة الثقافة التركية حول العالم.

ومضى تدمري قائلا: "قيام مؤسسة تركية مرموقة كـتوركساف، بمنجح جائزتها لشخص عربي للمرة الأولى، يشير إلى تقدم العلاقات العربية التركية"، لافتا إلى ضرورة "إجراء تكريمات مماثلة من العالم العربي لعلماء أتراك".

وأوضح تدمري أن العالم العربي "يقدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومواقفه وأعماله"، مضيفا: "نحن اليوم نحترم كل شخص تركي إكراما للرئيس أردوغان وما يقوم به من أجل شعبه والمنطقة".

وأضاف البروفيسور اللبناني "تشرفت بمنحي هذه الجائزة كأول عربي يحصل عليها، في مجال خدمة الثقافة التركية حول العالم".

وأوضح أن اختياره جاء على خلفية "أبحاث علمية وكتابات منشورة في مجال توثيق المعالم التاريخية والأثرية التركية، والسلجوقية، والمملوكية والعثمانية في العالم العربي، وعمله على إظهار وإحياء الجوانب الثقافية والتراثية المشتركة بين تركيا والعالم العربي، من خلال إقامة المعارض التوثيقية، والحفاظ على المعالم العثمانية في لبنان وسوريا".

وأشار تدمري، الذي حصل شهاداته العليا في تركيا، أنه "يعمل حاليا كباحث في الأرشيف العثماني"، ويسعى لـ"توطيد وتعزيز العلاقات بين مدينة طرابلس اللبنانية التي نعتز بتاريخها العثماني وبين المدن التركية، ثقافيا وتربويا واجتماعيا".

وأضاف تدمري، الذي يتقن اللغة العثمانية ويتولى حاليا رئاسة لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس، أنه عمل على "توأمة المدينة اللبنانية مع 5 مدن تركية، هي بورصا الكبرى، وقونيا الكبرى، وغازي عنتاب الكبرى، وبلدية الفاتح في اسطنبول، وبلدية كتشي أورن في أنقرة".

ولفت إلى أن "لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس، عملت على تسمية بعض الساحات في المدينة بأسماء عدد من السلاطين العثمانيين حيث يوجد حاليا ساحة السلطان عبد الحميد في المدينة"، مضيفا أن هذا "دفع بعض الأرمن في لبنان للتهديد في حينهاـ لكننا أصرينا وقلنا أننا أوفياء للسطان عبد الحميد الذي له أياد بيضاء في الكثير من المشاريع التي أقامها ومازلنا نستفيد منها حتى يومنا".

ويقيم تدمري معرضا مصورا دائما عن آثار مدينة طرابلس العثمانية، في مقر بلدية المدينة، حيث يضم العشرات من الصور التي تؤرخ للحقبة العثمانية في طرابلس، ولأبرز معالمها العمرانية التي ما يزال عدد منها قائم حتى اليوم.

يذكر أن تدمري أعد دراسة لصالح وزارة الخارجية التركية، وثق فيها المعالم العثمانية الموجودة حاليا على الأراضي اللبنانية، البالغ عددها، حسب الدراسة، 1320 معلما عمرانيا قائما ونحو 200 معلم تم هدمه لأسباب متعددة.

وتدمري، مهندس معماري ولد في مدينة طرابلس، في شمال لبنان، وحصل على الماجستير في الترميم، والدكتوراه في التخطيط والحفاظ المدني من جامعة المعمار سِنان في اسطنبول، وهو أستاذ محاضر في معهد الفنون الجميلة والعمارة بالجامعة اللبنانية منذ عام 2002، كما حصل على رتبة بروفسور، وباحث في الأرشيف العثماني منذ أكثر من 20 عاماً.

وهو عضو منتخب لمرتين في مجلس بلديّة طرابلس، ورئيس لجنة الآثار والتراث فيها وضع ونفّذ العديد من دراسات ومشاريع الترميم في لبنان وتركيا، كما أنه عضو اتحاد الآثاريّين العرب، وممثّل أكاديمية المتاحف الأوروبية في الشرق الأوسط ، وخبير مُعتمد لدى معهد الإنماء العربي التابع لمنظمة المدن العربية في مجال الحفاظ العمراني والتخطيط المدني والترميم الأثري.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!