نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

الأسبوع الماضي احتشدت وحدات تركية من القوات الخاصة والمصفحات والمدفعية والكوماندو على الحدود مع سوريا. البعض منها انتشر في إدلب من أجل إنشاء "منطقة خفض التوتر". والوحدات الأخرى ستنتشر تدريجيًّا خلال الأيام القادمة.

يتطلب غموض الوضع الأمني احتشاد تعزيزات على الحدود، علاوة على القوات التي ستعمل في المناطق الداخلية لإدلب. ولن نبالغ إذا قلنا إن حجم الخطر وطبيعة المهمة والعامل الجغرافي والكثافة السكانية ستطيل مدة المهمة، وإن عدد القوات يجب أن معتبرًا.

 بحسب التصريحات الرسمية، تمتلك عملية إدلب عددًا من الأهداف. أحدها الحيلولة دون إقامة حزب العمال الكردستاني ممرًّا إرهابيًّا يصل إلى البحر المتوسط. وفي الظروف الحالية، يوشك الحزب على تحقيق ذلك من خلال التقدم نحو الغرب والوصول إلى البحر.

لكن عندما نتناول الأحداث والمعطيات في الشرق الأوسط بهدوء نجد أن الشكوك تتزايد حول التحليل آنف الذكر. ويجب ألا ننسى أن التحليلات الخاطئة تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، وتوجيه تركيا نحو أهداف خاطئة، واستخدام القوات والموارد بشكل خاطئ.

يعتبر حزب العمال الكردستاني إيران والعراق وسوريا وتركيا كلًّا واحدًا. وإلى جانب ذلك، فهو منح الأولوية الاستراتيجية لتركيا دائمًا. لكن حدوث تطورات جديدة كاحتلال العراق والربيع العربي، وظهور فرص جديدة جعل الحزب ينقل مركز ثقله بشكل سريع ومؤقت.

يمكننا القول إن المشهد أكثر تعقيدًا وغموضًا ليس بالنسبة لحزب العمال فقط، بل لجميع اللاعبين الفاعلين على الأرض في المنطقة. وفي هذا الإطار، يبدو السؤال الواجب البحث عن إجابة له هو: هل ينقل الحزب مركز ثقله خلال الأشهر القادمة إلى عفرين وإدلب من أجل الوصول إلى البحر وإنشاء الحزام الإرهابي؟ أم أن أحداثًا إقليمية هامة وعمليات عسكرية وتنافسات وتغيرات الظروف الداخلية في تركيا ستلغي هذا الاحتمال؟

أسئلة وأجوبة مشابهة يمكنها أن تتيح لنا دراسة ما إذا كان تكليف الجيش التركي بدخول إدلب قرارًا صائبًا أم لا.

أعتقد أن المجلس العسكري لحزب العمال الكردستاني يدرس الآن المكان الذي يتوجب أن يضع فيه مركز ثقله. ولا بد أنه يعمل على وضع توازن لتحديد أهداف واقعية في ضوء قوته العسكرية وتحالفاته وفرصه وأولوياته.

ينشط الحزب في منطقة جغرافية واسعة. نتحدث هنا عن سوريا والعراق وتركيا وإيران حيث تتشابك المخاطر والفرص، فضلًا عن التنافس الأمريكي الروسي.

دراسة الخصائص المحلية لحزب العمال الكردستاني وعلاقاته وأهدافه السياسية والعسكرية وقدراته على أنها كل واحد في هذا المشهد يمكن أن تتيح لنا وضع قضية إدلب في مكانها المناسب.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس