نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس

نعم، هي المعجزة الأمريكية: استخدام إرهابي ضد إرهابي آخر. الولايات المتحدة تعلن البلد الذي تريد "داعمًا للإرهاب" أو "إرهابيًّا"، سواء أكان ذلك بوجه حق أو بغير وجه حق، بيد أنه تبين في الآونة الأخيرة للمرة الأولى بهذا القدر من الوضوح أنها تقدم مساعدات لتنظيم إرهابي. 

نعم، لقد اتضح أن قوات سوريا الديمقراطية المكونة في معظمها من وحدات حماية الشعب، والتي تتعاون معها الولايات المتحدة في الحرب على تنظيم داعش، ليست سوى حزب العمال الكردستاني الإرهابي الانفصالي. 

بعد إخراج داعش من مدينة الرقة السورية، التي أعلنها عاصمة له، علقت قوات سوريا الديمقراطية صورة عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني في أحد ميادين المدينة وأهدت النصر في العملية إليه، وهذا ما يشير إلى الجهة التي تتعاون معها الولايات المتحدة. 

رفضت الإدارة الأمريكية عروض التعاون التركية لتنفيذ عملية مشتركة ضد داعش، وقدمت أكثر من ألفي شاحنة محملة بالأسلحة والذخيرة إلى قوات سوريا الديمقراطية على الرغم من اعتراضات أنقرة

استخدمت الأسلحة المذكورة في عملية الرقة، ولا أدري إن كان  هناك أحد يشك بأن تلك الأسلحة موجودة الآن في يد حزب العمال الكردستاني. لكن تركيا تعلم جيدًا أن الحزب سوف يستخدم الأسلحة الأمريكية ضدها. 

دعم حزب العمال الكردستاني وتنظيم غولن

أصبح هناك بلد الآن في مواجهة تركيا يقدم الأسلحة إلى حزب العمال الكردستاني، ويحمي زعيم تنظيم غولن والكادر القيادي للتنظيم، الذي نفذ المحاولة الانقلابية في 15 تموز/ يوليو 2016.

المسؤولون الأمريكيون ينفون في كل مرة العلاقة بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكري وحدات حماية الشعب، وهي علاقة لا ينكرها الحزبان في الأصل. 

أكد السياسيون والمسؤولون الأمريكيون على مدى سنين أن لا علاقة بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، لكن هذه الكذبة لم يعد يصدقها أحد.

وبينما قالت وزارة الخارجية إنها سوف تواصل العمل مع وحدات حماية الشعب، هنأ الوزير قوات سوريا الديمقراطية. ويبدو أن تعليق صورة أوجلان كان الشيء الوحيد الذي أزعج الأمريكان.

كل هذه الخطوات هي تكتيكات تتبعها الولايات المتحدة، التي يكتب إعلامها ويقول اليوم إن تركيا "ليست حليفًا موثوقًا"، فهي لا تخدم المصالح القومية الأمريكية.

ولهذا يبدو أن واشنطن اختارت تنظيمًا إرهابيًّا في المنطقة حليفًا لها. أما خطتها فهي إقامة دولة تخضع لحزب العمال الكردستاني على الحدود الجنوبية لتركيا. لكن ما لم تفهمه الإدارة الأمريكية هو أنه في حال استخدامها إرهابي لمحاربة الإرهاب، فإن الإرهابي سوف يستخدمها هي نفسها بعد حين.

وهذا ما فعله عناصر حزب العمال الكردستاني في الرقة من خلال صورة أوجلان. بأيديهم يمسكون الأسلحة الأمريكية، ومن ورائهم صورة أوجلان. هذا المشهد إخراج أمريكي بامتياز.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس