صحفية تسايت الألمانية - ترجمة وتحرير ترك برس

مست الخلافات بين ألمانيا وتركيا بتجارة الأسلحة بين البلدين، وهو ما مثل مشكلة بالنسبة لشركة راينميتال الألمانية للصناعات الدفاعية. وفي الواقع، قد يكون بناء مصنع دبابات في تركيا بديلا عن الخسائر الناجمة عن تعطل صفقات الأسلحة.

أعاق توتر العلاقات بين تركيا وألمانيا إبرام صفقات الأسلحة بين البلدين. وفي هذا الصدد، أورد رئيس شركة راينميتال للصناعات الدفاعية، أرمين بابرجر، لوكالة الأنباء الألمانية، أن "الحكومتين التركية والألمانية لن تتخذا في الوقت الراهن قرارات بشأن المشاريع المشتركة على غرار صفقات إنتاج ذخائر الطائرات المقاتلة في تركيا وتجديد أسطول الدبابات التركية من طراز ليوبارد".

من جهة أخرى، قلصت الحكومة الألمانية من تراخيص تصدير الأسلحة إلى تركيا وفق رئيس شركة راينميتال. وفي هذا الشأن، صرح بابرجر أن "ألمانيا ستعقّد إجراءات إصدار تراخيص التصدير في حال لم تتحسن العلاقات بين الجانبين التركي والألماني".

كما أكد رئيس أكبر شركة صناعات دفاعية في ألمانيا على ضرورة عثور الحكومتين الألمانية والتركية على أرضية مشتركة فيما يتعلق بالمشاريع المشتركة بين البلدين، لعل أبرزها مشروع صناعة 100 دبابة من طراز "ألتاي" الذي تعتزم الحكومة التركية إنجازه بتكلفة تقدر بنحو سبعة مليار يورو.

في إطار هذا المشروع، أنتجت شركة "بي أم  سي" التركية لصناعة الشاحنات الثقيلة دفعة أولى تضمّ 200 دبابة بالشراكة مع شركة راينميتال. ومن المتوقع أن تعمل هذه الأخيرة مع شركة "أر بي أس" التركية على تطوير دبابات "ألتاي".

خلافا لذلك، يمكن أن تتعطل كافة هذه المشاريع في صورة توقف الحكومة الألمانية عن إصدار تراخيص التصدير. وفي هذا الإطار، صرح بابرجر أن "كل الصفقات تعطلت بموجب قانون مراقبة الأسلحة الحربية إذ تتطلب الحصول على الموافقة من قبل الحكومة الألمانية".

ويوم الأحد الماضي، أفادت الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة أن "إصدار تراخيص التصدير قد يتأخر أكثر فأكثر نتيجة طول الإجراءات. علاوة على ذلك، قد يؤثر وضع حقوق الإنسان في تركيا على القرارات بشأن تصدير الأسلحة. ومنذ المحاولة الانقلابية التي جرت في شهر تموز/ يوليو 2016، أصبح منح التراخيص لتركيا أمرا يتطلب تدقيقا من قبل الحكومة الألمانية. لذلك، وضعت ألمانيا نظام مراقبة صارما للغاية فيما يتعلق بصادرات الأسلحة".

صرّح بابرجر أن "تطوير الصناعات قد يكون بديلا لفشل صفقات الأسلحة، لكن الأمر قد يكون أكثر تعقيدا نظرا لصرامة القوانين. ولأغراض أمنية، لن تبني شركة راينميتال مصنع دبابات في تركيا في الوقت الراهن. ومن المتوقع أن لا تصدر الحكومة الألمانية أي ترخيص تصدير".

وفي سياق آخر، شدد بابرجر على أن "الحكومة التركية لم تسمح إلى حد اليوم بدخول ممثلين عن شركة راينميتال إلى أراضيها لأغراض سرية". وعلى الرغم من أن 10 موظفين لدى شركة راينميتال يتواجدون حاليا في تركيا، إلا أن من المستبعد أن ترسل الشركة المزيد من الموظفين.

في الوقت الراهن، شهدت تركيا موجة من التحركات الاحتجاجية على خلفية مشاريع شركة راينميتال. وفي شهر أيار/ مايو الماضي، وضع المتظاهرون نموذجا لدبابة أمام مقر اجتماعات الشركة وطالبوا بإلغاء الصفقات. وحول هذا الأمر، عقّب بابرجر قائلا إن "المفاوضات بين شركة راينميتال والجانب التركي متواصلة رغم الخلافات بين البلدين لا سيما وأن تركيا عضو في حلف الناتو".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!