محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

ألقى مسعود بارزاني، الذي تنحى عن منصبه لصالح فرد من آل بارزاني يصغره عمرًا، خطابًا من أكثر الخطابات مرارة في عالمنا اليوم...

تحدث بارزاني غداة فشل الاستفتاء الرامي إلى انفصال الإقليم الكردي عن العراق، فقال معاتبًا الولايات المتحدة:

"كان الحشد الشعبي، الذي هاجم البيشمركة، يستخدم أسلحة من صنع أمريكي. الأمر الغريب وقوف الولايات المتحدة متفرجة إزاء هجوم أشخاص أعلنتهم إرهابيين على الأكراد، وهم على متن دبابات أبرامز، لماذا التزمت الولايات المتحدة الصمت إزاء ذلك يا ترى؟".

جوقة المعاتبين

لو كُتب للأحياء والأموات من السياسيين، الذين أصابتهم الولايات المتحدة بخيبة أمل وخذلتهم في مناطق العالم المختلفة، أن يجتمعوا ويشتكوا منها كما فعل بارزاني، لتشكلت أكبر جوقة في العالم على أي حال.

نموذج صدام حسين

على سبيل المثال، هل كان صدام حسين سيرضى حتى بحصول الأكراد في شمال العراق على حكم ذاتي، ناهيكم عن الاستقلال؟ ألم يكن صدام من رمى حلبجة بالغاز السام؟ ألم تكن الولايات المتحدة هي من أوصل صدام إلى تلك الحالة من التجبر والعنف؟ ألم تكن الأسلحة الأمريكية تتدفق إلى صدام عندما أثارت الولايات المتحدة الحرب بين عراق صدام وإيران الخميني؟ ألم يهاجم صدام الكويت بعد أن فسر كلام السفيرة الأمريكية في بغداد آنذاك على نحو خاطئ؟

ما بعد مذكرة الأول من مارس

لنتذكر ما حل بالقادة العسكريين الأتراك الذين لزموا الصمت إزاء رفض البرلمان مذكرة الأول من مارس (رفضها البرلمان التركي وتنص على انتشار قوات أمريكية في تركيا وانتشار قوات تركية في العراق مع احتلال الولايات المتحدة له) بعد أن كانوا شركاء وحلفاء استراتيجيين للولايات المتحدة وكانوا لا يخالفون لها أمرًا. ألا نعاتب اليوم حليفتنا الاستراتيجية لأنها تسلح حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا؟

بارزاني لم يفهم بعد

إذا تركنا عتاب بارزاني للولايات المتحدة جانبًا.. لماذا لم يتمكن هذا السياسي المحنك والمخضرم حتى الآن من تحليل الخطأ الذي ارتكبه؟

عقب استفتاء الانفصال علق على المستجدات الحاصلة بالقول:

"ليست لديهم النية للاعتراف بحقوق الأكراد. ولا يؤمنون أيضًا بالفيدرالية. أرادوا فقط الهجوم علينا بذريعة الاستفتاء. جميع هذه المستجدات تم التخطيط لها مسبقًا".

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس