ترك برس

قالت وكالة روسية أن صفقة بيع نظام الدفاع الصاروخي الجوي "إس-400" الروسية إلى تركيا وضعت دولا غربية كثيرة، في مقدمتها الولايات المتحدة وشركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإسرائيل، في حالة ترقب وحذر.

وأشارت وكالة "تاس" الروسية، أن هذه الدول كانت تراهن على استحالة عقد صفقة من هذا النوع بين موسكو وأنقرة، أخذا بالاعتبار مكانهما المختلفين في تحالفاتٍ متباعدة.

وكشف سيرغي تشيميزوف، رئيس مجموعة "روس تيخ" الروسية الحكومية، أن ثمن الصفقة التي وقعتها بلاده، لبيع نظام الدفاع الصاروخي الجوي إلى تركيا، يبلغ أكثر من ملياري دولار أمريكي، وفق وكالة "روسيا اليوم".

ومن جهته، أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانِكلي، أن بلاده بحاجة إلى منظومة دفاع جوي موثوقة، ويقول "نحن سنتمكن من تلبية حاجاتنا عبر هذه الصفقة".

وبحسب "تاس"، سوف تشكل المنظومة الروسية المتطورة والتي لا مثيل لها في العالم، إضافة نوعية لقدرات الجيش التركي. وتسبب الاتفاق مع تركيا، العضو في الناتو، بكثير من القلق في الولايات المتحدة والدول الغربية عامة.

وكانت تركيا تعتزم في الأصل، توقيع عقد بقيمة 3.4 مليار دولار لشراء نظام دفاع جوي من الصين في عام 2013، لكنها صرفت النظر عن هذا الأمر بعد ذلك بعامين، قائلة إنها ستركز على تطوير نظام محلي.

لكنها عادت ولجأت إلى روسيا لشراء هذه المنظومة الصاروخية التي ليس هناك ما يماثلها في العالم قاطبة، بحيث إنها قادرة على تدمير أهداف من مسافات بعيدة، بحسب وكالة "تاس".

ويصل عدد الأهداف التي بإمكان المنظومة تتبعها في وقت واحد 300 هدف، ويبلغ مدى تدمير الطائرات ما بين 3 و240 كيلومترا، وبإمكانها تدمير جميع أنواع المقاتلات واعتراض الصواريخ المجنحة، وقد زود الجيش الروسي بها منذ 2007.

وكان حلفاء أنقرة في الغرب قد نجحوا في منع حصول تركيا على "الباتريوت" الذي طالبت به أكثر من مرة، واكتفوا بإقناعها أنه تحت تصرفها عند اللزوم.

لكن واشنطن تعرف أن عقداً من هذا النوع لن تكون قيمته كصفقة تجارية تتم بين البلدين، بل في مغزى هذا التعاون الذي سيكون الأول من نوعه كأكبر عقد عسكري تركي روسي.

حيث ستسلم موسكو لأنقرة نماذج حية لأحدث نظام دفاع جوي روسي، يساعد على تدمير الطيران المهاجم، وصواريخ الكروز والصواريخ الباليستية، بمدى 250 كلم وارتفاع 30 كلم.

وبالإمكان تزويد المنظومة بخمسة أنواع من الصواريخ المختلفة المهام، بينها صاروخ (40Н 6 Е ) القادر على تدمير طائرات الكشف الراداري البعيد وطائرات الشبح، وذلك على بعد 400 كيلومتر.

ومع أن تفاصيل هذه الصفقة بقيت طي الكتمان، إلا أنه من الواضح اليوم، أن أنقرة ستدفع أكثر من ملياري دولار، وأن تاريخ التسليم سيكون قبل نهاية العام 2020 على أبعد تقدير.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!