ترك برس

أشارت صحيفة أميركية إلى أن الميليشيات الكردية في سوريا تخشى أن تعقد الولايات المتحدة صفقة مع روسيا وتركيا وحتى من رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك على حسابها هي.

صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، تناولت الأزمة المتفاقمة في أعقاب الاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان العراق، وسط معارضة محلية وإقليمية ودولية، وقالت إن الأكراد يتراجعون بجميع أنحاء الشرق الأوسط.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب ياروسلاف تروفيموف، قال فيه إنه مع اندحار تنظيم الدولة الإسلامية من العراق وسوريا فإن الغرب لم يعد بحاجة إلى مساعدة من الأكراد.

ورأى الكاتب أن الأكراد يواجهون الآن كارثة تاريخية مرة أخرى، وإن سبب هذا يعود في جزء منه إلى أخطاء قادتهم، بحسب شبكة "الجزيرة".

وأضاف أن الإنجازات الكردية في تركيا والعراق تراجعت في السنوات الأخيرة، وكذلك في سوريا، حيث تواجه المكاسب الكردية مخاطر جديدة، حيث تعمل الدول القومية في المنطقة معا على إجهاض إمكانية إقامة وطن كردستاني مستقل في الشرق الأوسط.

وقال إن القومية الكردية البالغ عددها نحو 30 مليون نسمة تعتبر الأكبر بين المجموعات العرقية في العالم، وتعيش متفرقة بين الدول دون دولة خاصة بها تجمعها، لكن كثيرا منهم يعتقدون أن التاريخ بدأ ينصفهم بعد عقود من تعرضهم للمجازر والاضطهاد والحرب.

وأوضح الكاتب أن الأكراد الذين يعيشون في تركيا والعراق وسوريا حصلوا في الفترة الأخيرة على شكل من أشكال القوة والنفوذ غير المسبوق، وقال إن وجود تنظيم الدولة منح الأكراد الفرصة لنيل التعاطف الدولي والمساعدة العسكرية الأميركية.

لكن الأكراد فقدوا كثيرا من المكاسب التي حققوها في الفترة الأخيرة، وذلك في أعقاب إلحاق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الهزيمة بتنظيم الدولة بالدرجة الأولى، ثم في أعقاب إصرارهم على إجراء الاستفتاء في كردستان العراق وسط معارضة شرسة.

وأشار إلى انتشار الجيش العراقي في كركوك النفطية وفي المناطق المتنازع عليها وانسحاب قوات البشمركة الكردية منها، وإلى مواصلة تركيا الحملة ضد حزب العمال الكردستاني " بي كي كي" التي تعتبره منظمة إرهابية.

وقال إن الزخم لا يزال مع الأكراد في سوريا، وذلك في ظل دعم الولايات المتحدة لـقوات سوريا الديمقراطية، ولكن كثيرا من الأكراد يخشون أنه مع اندحار تنظيم الدولة في سوريا بالكامل، فإن الولايات المتحدة ستعقد صفقة مع روسيا وتركيا وحتى من رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك على حساب الأكراد أنفسهم.

ويرى بعض المحللين، أن الحديث عن خيانة أمريكا لهم لا يبدو دقيقاً حتى اللحظة، فليس هناك ما يشير إلى ذلك رغم السماح لتركيا بالتوغل داخل الأراضي السورية، وقصف مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" التي تدعمها واشنطن.

وترى أليزا ماركوس، الخبيرة في شؤون الأكراد، أن أمريكا ملتزمة بدعم الأكراد في سوريا وهو أمر واضح، غير أنه دعم دون تعهد بإقامة كيان سياسي لهم؛ بل إن هذا الدعم لا يبدو واضح المعالم.

وتُشير ماركوس إلى أن "واشنطن في النهاية سوف تسعى للنأي بنفسها عن أكراد سوريا، حفاظاً على علاقاتها مع حليفها الوثيق تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!