ترك برس

تحدثت وكالة بلومبيرغ الأمريكية عن وقوع أربع صراعات مسلحة في منطقة الشرق الأوسط بعد القضاء على تنظيم الدولة (داعش) في العراق وسوريا، حيث إن المنطقة لن تتوقف عند هزيمة التنظيم بل تستعد لحرب نفوذ بين اللاعبين الإقليميين والدوليين الذين تم استقطابهم إلى صراع مع المتشددين المتطرفين.

وقالت الوكالة إنه في إشارة إلى تصاعد التوتر أعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، استقالته بشكل مفاجئ، متهما إيران في بيان أصدره من السعودية، بالهيمنة على المنطقة. وقال سامي نادر، رئيس معهد الشرق الأوسط الشؤون الاستراتيجية في بيروت: "الآن تبدأ الحرب الحقيقية، بعد أن يتوقف اللاعبون عن القتال ضد عدوهم المشترك، داعش".

صدام سعودي إيراني

أشار الحريري في خطاب الاستقالة صراحة إلى إيران، واتهمها بأنها تزرع الفتنة والخراب في أي مكان تحل فيه. تمتلك إيران نفوذا في لبنان من خلال جماعة حزب الله المسلحة، إلا أن لبنان هو واحد من الدول العربية التي وسعت فيها إيران من وجودها منذ أن هزت الانتفاضات الشرق الأوسط في عام 2011، وأرسلت ميليشيات شيعية من لبنان والعراق وأفغانستان لمحاربة الجماعات السنية ومسلحي داعش في العراق وسوريا، كما أرسلت مساعدات إلى المتمردين الحوثيين الذين يقاتلون تحالفا بقيادة السعودية في اليمن.

وتقول شركة أليف الاستشارية في مجال المخاطر السياسية، إن التطورات في لبنان إشارة واضحة إلى أن "التوترات بين إيران والسعودية قد ازدادت سوءا".

حرب بين إسرائيل وحزب الله

تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله مع قرب انتهاء الحرب في سوريا. وقال زعماء اسرائيليون إنهم لن يتسامحوا مع وجود إيراني دائم فى سوريا، وقالوا إن كل البنية التحتية فى لبنان ستستهدف، وليس حزب الله فقط.

تغير الكثير منذ حرب تموز/ يوليو 2006، فمقاتلو حزب الله منهكون، لكنهم اكتسبوا خبرات من سنوات القتال في سوريا، وهم مسلحون بأسلحة أكثر تطورا وعددا. وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن الحرب الجديدة مع حزب الله تعني المواجهة على جبهتين - لبنان وسوريا، حيث ترسخت الجماعة المسلحة بالقرب من الخطوط الإسرائيلية.

ويقول دانيال شابيرو، سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، وهو الآن زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، "إن حزب الله الذي ترك الآن وحده يتحمل كل اللوم والمسؤولية عن مشاكل لبنان، سيكون هو البادئ بالنزاع مع إسرائيل عاجلا كوسيلة لتوحيد اللبنانيين وراءه."

تركيا والأكراد

أصبحت تركيا لاعبا رئيسيا في سوريا، بعد أن انضمت إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وأرسلت قوات عبر الحدود إلى سوريا لطرد التنظيم. لكن داعش ليس الخصم الوحيد لتركيا في سوريا، فهي قلقة بنفس القدر من المقاتلين الأكراد السوريين الذين تهدد مكاسبهم الإقليمية على طول الحدود التركية بتشجيع الأكراد الانفصاليين في تركيا. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح أبدا بتشكيل ممر إرهابي في سوريا.

ويرى سامي نادر أن "التوترات لن تتصاعد إلى حد مواجهة عسكرية، ولكن تركيا ستواصل إبعاد الأكراد عن محادثات السلام السورية حتى لا يتم تمكينهم من تحقيق مطالبهم بالحكم الذاتي".

العراق والأكراد

وفي العراق سيتحول الاهتمام إلى الداخل عندما تهزم داعش. وفي هذا الصدد تزعزع الاستقرار في شمال البلاد الغني بالنفط فى الأسابيع الاخيرة بسبب مواجهة بين الحكومة المركزية فى بغداد وحكومة إقليم شمال العراق. وبعد استفتاء الاستقلال في الخامس والعشرين من سبتمبر/ أيلول، استعادت القوات العراقية المدعومة من الميليشيات الشيعية التي تسيطر عليها إيران كركوك المتنازع عليها وحقول النفط المحيطة بها من المقاتلين الأكراد الشهر الماضي.

وقال نادر: "إن الخيار العسكري ما يزال حاضرا في العراق، حيث ما يزال الأكراد غير راضين، والسنة مهمشون، ولا توجد وصفة للاستقرار"

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!