ترك برس

رأى كاتب ومحلل سياسي تركي أن الجانب الذي يهم أنقرة في التطورات التي تشهدها المملكة العربية السعودية خلال الآونة الأخيرة، هو المتعلق بالسياسة الخارجية، ورأي ولي العهد محمد بن سلمان في مستقبل العلاقات التركية السعودية.

وأشار الكاتب إسماعيل ياشا، إلى أن السعودية من أهم دول المنطقة والعالم الإسلامي، وكل ما يجري فيها يلقي بظلاله على محيطها، كما تتأثر منه ملفات كثيرة؛ متعلقة بمناطق ساخنة وقضايا مختلفة.

وفجر الأحد الماضي، اعتقلت سلطات المملكة عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال السعوديين؛ بتهم عديدة، بينها تلقي الرشوة والاختلاس والابتزاز وغسل الأموال واستغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية.

وجاءت هذه الاعتقالات بعد تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأضاف ياشا، في مقال تحليلي بصحيفة "عربي21"، أن أنقرة تتابع كمعظم عواصم المنطقة، ما تشهده المملكة العربية السعودية من أحداث وتطورات، وتحاول قراءتها بدقة لمعرفة نتائجها المحتملة.

واعتبر الكاتب أن "ما يقلق أنقرة وتتوجس منه، هو الدور الإماراتي في التطورات الأخيرة التي تشهدها المملكة، وانعكاساته المحتملة على العلاقات الثنائية بين تركيا والسعودية".

أنقرة ترى أن "ما يجري في الشرق الأوسط هو عبارة عن إعادة هيكلة للمنطقة، وليست أحداثا عشوائية"، كما أشار إليه رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في كلمته التي ألقاها الثلاثاء أمام نواب حزبه في البرلمان.

وأضاف أردوغان أن "الأحداث التي يشهدها العالم والمنطقة تشير إلى أن هناك عملية إعادة هيكلة جذرية؛ من شأنها أن تشكل معالم القرن المقبل"، موضحا أن بلاده تمر بمرحلة هي الأكثر حساسية منذ حرب الاستقلال التي خاضتها ضد قوات الغزاة التي احتلت مساحات من الأناضول عقب الحرب العالمية الأولى.

وخلص ياشا إلى أن تركيا تتابع تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والأحداث الجارية في المملكة، وتسعى إلى فهمها ومعرفة مدى ارتباطها بالتطورات الإقليمية والدولية. وترغب في تعزيز علاقاتها مع الرياض في كافة المجالات، إلا أنها مستعدة أيضا لجميع الاحتمالات.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالين، في أول تعليق رسمي على التطورات الأخيرة، إن بلاده "تأمل أن تساهم هذه الخطوة في تحقيق الاستقرار والسلام والازدهار للمملكة".

وأكّد أن القرارات الأخيرة التي اتخذتها القيادة السعودية "هي مسألة تتعلق بالشؤون الداخلية لهذا البلد". وأضاف أنه يقرأ التغييرات الحاصلة في السعودية، على أنها "محاولة لتشكيل اللبنات الأساسية لثورة اجتماعية، تستند إلى فهم منفتح للإسلام، يراعي خصوصية المجتمع السعودي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!