محرم صاري كايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

على مدى يومين بحثت في أنقرة عن إجابة للسؤال التالي...

اتخذت أنقرة في البداية موقفًا سلبيَّا من اتفاق الولايات المتحدة وروسيا بخصوص الحل السياسي في سوريا، فما الذي وراء "توافقها" مع موسكو عقب اجتماع سوتشي بين أردوغان وبوتين؟

بحسب ما علمته من خبراء متابعين للمنطقة وأوساط دبلوماسية فإن إدلب في وضعها الجديد ستكون محور سياسة أنقرة.

ونذكر أنه بموجب اتفاق تم التوصل إليه في أستانة بمبادرة من تركيا وروسيا وإيران تُقام أربع مناطق لخفض التوتر من أجل تحقيق الهدنة في إدلب، وتشرف البلدان الضامنة على إقامة مناطق للمتابعة والمراقبة. 

وفي هذا الإطار من المقرر أن تنشئ تركيا نقاط مراقبة في 12 منطقة بحيث يصبح من الممكن منع وقوع اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة ومتابعة وقف إطلاق والتدخل فورًا حال وقو ع خروق. 

ويقوم مركز التنسيق المشترك بالتنسيق بين القوات المختلفة في منطقة سيعمل فيها 500 عسكري من البلدان الثلاثة.

استكملت تركيا اثنتين فقط من نقاط المراقبة، وتواصل العمل من أجل إقامة المناطق العشر الأخرى دون الاشتباك مع الفصائل المتمركزة في المنطقة.

كما أنها انتظرت إقامة روسيا منطقة عازلة بين إدلب وقوات النظام. 

وضع جديد

وكأن الأطراف لم تتوصل لاتفاق في أستانة، بدأت حكومة دمشق تتهم القوات التركية بأنها "محتلة"، على نحو لم تفعله في عملية الباب. أعقب ذلك حملتان غير متوقعتان من روسيا.

قررت موسكو عقد "مؤتمر الحوار الوطني السوري" لجمع كافة المجموعات العرقية والدينية السورية في مدينة سوتشي يوم 18 نوفمبر بهدف الإعداد للحل السياسي، وهذا يعني مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي، ذراع حزب العمال الكردستاني، تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية. 

ولم تكتفِ بذلك، فأعلنت عن توصل رئيسها فلاديمير بوتين إلى اتفاق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب حول "الحل السياسي في سوريا"، وذلك بينما كانت مفاوضات أستانة مستمرة. 

واجهت تركيا هذا الوضع الجديد بينما كانت تنتظر من روسيا إقامة مناطق عازلة في إدلب. 

أعرب أردوغان عن امتعاضه بصراحة قبيل توجهه إلى سوتشي، فقال: "إن لم يكن الأمر متعلقًا بالحل العسكري فليسحبوا قواتهم إذًا. العالم ليس أحمقًا. للأسف بعض الحقائق تُقال بطريقة، لكن تطبيقها يجري بطريقة أخرى" .

بناء على اعتراض أنقرة أخرجت موسكو قوات سوريا الديمقراطية من قائمة المدعوين إلى المؤتمر، واتفقت العاصمتان على أن تضطلع تركيا وروسيا معًا برعاية الدستور المدني والحل السياسي في الأزمة السورية.

وقال أردوغان عقب اجتماعه مع بوتين "اتفقنا على وجود أرضية تمكننا من التركيز على الحل السياسي في المرحلة الراهنة".

وخفف من حدة لهجته ففضل استخدام عبارة "حكومة دمشق" عوضًا عن "نظام دمشق"، التي كان يستخدمها دائمًا في خطاباته.

قراءة أنقرة لكل ما سبق تهدف إلى إكساب روسيا أريحية في كسر مناوئة دمشق لتركيا وفتح الطريق أمام تحركات أنقرة في إدلب...

وتبدو المنطقة مرشحة لتشهد تطورات جديدة في فترة تسعى خلالها الولايات المتحدة إلى حل مشكلة تنظيم داعش عن طريق نفيه إلى شمال أفريقيا وميانمار.

ومع ملاحظة مشاهد خروج التنظيم من الرقة، يتضح أن العالم سوف ينوء تحت وطأة مشكلة داعش لمدة طويلة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس