مراد كيلكيتلي أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

كانت الفضيحة التي شهدتها مناورات الناتو في النرويج بمثابة ضوء كاشف إزاء الحقائق التي تعامينا عن رؤيتها بعد الحرب الباردة على وجه الخصوص.

وفي الواقع، فإن الناتو، الذي دفعنا ثمن العضوية فيه مقدمًا، يستهدف تركيا منذ مدة طويلة جدًّا. على سبيل المثال، شارك قسم كبير من البلدان الأعضاء في مناورات للحلف لم تُدعَ تركيا إليها عام 2002 تحت اسم "Millenium Challenge". وكان سيناريو المناورات هو احتلال الأناضول.

أراد الناتو تطبيق سيناريو تلك المناورات في 15 يوليو/ تموز 2016 عن طريق شبكة عملاء تنظيم "فتح الله غولن"، وليس بيد القوات الأجنبية. وقواعد الحلف لعبت دورًا فعالًا في هذه المحاولة.

ولعلكم تذكرون أن قائد القوات المركزية في الولايات المتحدة الجنرال جوزيف فوتيل أدلى بتصريح عند إحباط المحاولة الانقلابية. وقال فوتيل: "العناصر الذين نستخدمهم في تركيا والمنطقة إما أنهم اعتُقلوا أو تمت تصفيتهم. قدرتنا العملياتية تلقت ضربة موجعة"، في معرض دفاعه عن الانقلابيين.

ومن الواضح أن فترة عمل الضباط الأتراك في الناتو (استثني منهم الضباط الوطنيين) كانت عملية من أجل تجنيد الخونة من عناصر تنظيم غولن.

والدليل الأوضح على ذلك هو أن الضباط المنتمين للتنظيم وضعتهم البلدان التي كانوا يعملون في قواعد الناتو فيها، تحت حمايتها.

لكن ما دور قواعد الناتو الخمس عشرة وفي مقدمتها قاعدة إنجيرليك (عند إضافة مراكز العمليات الجوية الموحدة يصبح عددها ثمانية وعشرين)، في هذا المشهد؟

هل ما يزال هناك عناصر لتنظيم غولن في هذه القواعد؟

وأين وصلت عملية تطهير القواعد منهم؟

وبصراحة يثور لدي فضول كبير!

لو لم يتم استهداف أتاتورك في فضيحة المناورات، لالتزم حزب الشعب الجمهوري الصمت إزاءها!

السياسة التركية أبدت رد الفعل المناسب إزاء استهداف مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، والرئيس رجب طيب أردوغان في مناورات الناتو. لكن لو أن المستهدف كان أردوغان فقط، فهل كنا سنرى المشهد نفسه؟

بالتأكيد لا!

نحن معتادون على مواقف حزب الشعب الجمهوري على الأخص في هذا الشأن. فهل أدان الحزب اللافتة التي صورت أردوغان وقد صُوب سلاح إلى راسه؟ بل أن الحزب يسعى إلى تقديم الدعم للغرب من خلال وصف أردوغان بـ "الديكتاتور".

وبصراحة، لو لم يكن أتاتورك أيضًا مستهدفًا لخرج حزب الشعب الجمهوري قائلًا: "جعلتم من حلفائنا أعداءً لنا"، في مسعى لاستغلال القضية على الصعيد الداخلي.

عن الكاتب

مراد كلكيتلي أوغلو

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس