فيردا أوزير - صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

يقولون "يضحك كثيرًا من يضحك أخيرًا"، لكن في الحرب السورية اتضح منذ الآن من سيضحك أخيرًا، بوتين دون أدنى شك.

ستكون قمة سوتشي رمزًا لنهاية الحرب السورية، وسيظهر بوتين على أنه "البطل الذي أنقذ سوريا".

أما صورة الأسد وهو في أحضان بوتين قبل القمة بيوم واحد، كالطفل يبحث عن العطف في حضن والده، فستبقى في الأذهان علامة للانتصار الروسي.

شبّه الإعلام العالمي قمة سوتشي بمؤتمر يالطا الذي انعقد عام 1945، أي بتلك القمة التي وضعت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا السوفيتية أسس النظام العالمي الجديد عقب الحرب العالمية الثانية. وبما أن أسس المرحلة الجديدة في سوريا وُضعت في سوتشي فهذا الوقت الأنسب لنلقي نظرة على المشكلة الكبيرة التي تنتظرنا. 

الخلاف الأصلي الذي ظهر في سوتشي هو مصير وحدات حماية الشعب المرتبطة بحزب العمال الكردستاني في سوريا. في تصريحه الصحفي عقب القمة وبعد عودته من سوتشي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لن تكون هناك تنازلات بخصوص وحدات حماية الشعب. 

أما بوتين، فكما هو معروف يطلب ضم الوحدات إلى عملية الحل، كما أنه يقدم الدعم العلني لها في مدينة عفرين شمال غربي سوريا. 

ولا يبدو أن الولايات المتحدة ستقطع دعمها عن وحدات حماية الشعب على المدى الطويل، لأنها تعزز قوتها في سوريا عن طريق الوحدات. 

إذًا كيف يمكننا أن نتجاوز حاجز وحدات حماية الشعب هذا الماثل أمامنا؟

هناك احتمال لذلك، وهو أن تتفاهم روسيا مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص. وحدات حماية الشعب هي مسألة غير مباشرة بالنسبة لروسيا، وهي تدعمها إلى حد ما لأنها لا تريد أن تترك ورقة الأكراد تمامًا بيد الولايات المتحدة. 

ولهذا، إذا استطاع بوتين الحد من اعتماد الولايات المتحدة على وحدات حماية الشعب في سوريا، فإنه قد يقطع دعمه عن الوحدات. ما أقصده هنا، هو إقناع واشنطن بسحبها إلى شرقي الفرات، وهذا ما تطالب به أنقرة منذ البداية. 

لأنه في هذه الحالة تخرج وحدات حماية الشعب من كونها مسألة تهديد لوجود لتركيا، وينهار مشروع تشكيل حزام تسيطر عليه الوحدات على طول الحدود السورية مع تركيا. وخلاف الأسد مع الوحدات يدعم هذا السيناريو، كما ذكر أردوغان.  

لكن كيف ستقتنع الولايات المتحدة بسحب وحدات حماية الشعب إلى شرق الفرات؟ المسألة الأهم بالنسبة لواشنطن  هي تحطيم قوة إيران في سوريا وتحقيق التوازن.

يمكن لروسيا أن تتعهد بالحد من تعاونها مع إيران مقابل تضييق الولايات المتحدة مناطق نفوذ وحدات حماية الشعب. وعلى أي حال، تهديد تنظيم داعش انتهى تقريبًا، وبوتين ضمن مستقبل الأسد. وعليه فإن موسكو لم تعد بحاجة لطهران خلال الفترة القادمة.

كل ما أسلفت ذكره يضع أمام أنقرة خارطة طريق ينبغي عليها أن تتبعها: أولًا، إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة لأن الأخيرة ستكون القوة النافذة في شمال شرقي سوريا على المدى الطويل على الأقل. ثانيًا، المحافظة على العلاقة الوثيقة مع روسيا. وأخيرًا تقوية التعاون مع جميع بلدان المنطقة ضد وحدات حماية الشعب.

عن الكاتب

فيردا أوزير

كاتبة صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس