ترك برس

مع إعلان رئيس الأركان الروسي، فاليري غيراسيموف، تقليص حجم القوة العسكرية الروسية في سوريا قبل نهاية العام الحالي،، أكد المحلل الأمني التركي، متين غورجان، أن روسيا ستتجه إلى زيادة اعتمادها على الشركات العسكرية الخاصة التي تتمتع بقدرات تكتيكية حربية تعادل الجيوش الحديثة، من أجل تقليل خسائرها العسكرية في سوريا.

وسلط غورجان الضوء في تقرير نشره موقع المونيتور على الشركات العسكرية الروسية الخاصة التي تنشط في سوريا منذ عام 2013، وأولها  شركة الفيلق السلافي التي أرسلتها مجموعة موران الأمنية ومقرها هونغ كونغ، وهى شركة أنشأها أعضاء سابقون فى جهاز الأمن الفيدرالي الروسي. وقد أرسل الفيلق السلافي مئات من المتعهدين الخاصين إلى سوريا.

وتعرف شركة الفيلق السلافي نفسها بأنها توفر خيارات دفاعية وقائية لحماية الأصول الاقتصادية المهمة. وهي تدعي على وجه التحديد أنها تنشر أعضاء لحماية مصافي النفط والموانئ والمصانع والمباني الحكومية المهمة، وحماية القوافل اللوجيستية، وإجراء الدوريات. لكن تقارير عديدة ذكرت أن متعهدي المجموعة كانوا يشاركون بفاعلية في القتال الدائر في دير الزور وحماة عام 2013.

وفي أواخر عام 2013، تلقى نحو 250 من متعاقدي الأمن في الفيلق السلافي ومجموعة موران تدريبات في مدينة اللاذقية السورية، ثم أرسلوا لحراسة حقول نفطية مهمة في دير الزور. ولكن بعد أن منيت المجموعة بخسائر فادحة في الاشتباكات مع تنظيم الدولة، قلل الفيلق السلافي عملياته في سوريا.

ومن الشركات العسكرية الخاصة شركة فاغنر التي أسسها ديمتري أوتكين، القائد السابق للقوات الخاصة الروسية Spetsnaz المرتبطة بالاستخبارات العسكرية. وشارك متعهدو فاغنر في ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وحاربوا في الصراع الجاري في منطقة دونباس شرق أوكرانيا. وفي خريف عام 2015، عندما بدأت موسكو تدخلها العسكري في سوريا، نشرت فاغنر أكثر من 2000 رجل هناك.

وفي العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر نشرت صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الروسية مقابلة مع مرتزق سابق قال إن المرتزقة الروس يحصلون على نحو 2600 دولار شهريا، بينما يحصل كبار الموظفين على أكثر من 4 آلاف دولار شهريا.

ووفقا لغورجان فإن مجموعة توران هي الأكثر إثارة للاهتمام والغموض بين الشركات العسكرية الروسية الخاصة العاملة في سوريا. وقد لفتت هذه المجموعة انتباه وسائل الإعلام في شهر نيسان/ أبريل الماضي، حين نشرت تقارير وصورا لمتعاقدين معها أثناء مشاركتهم في القتال إلى جانب قوات النظام السوري في حماة ودير الزور.

وفي مقابلة نشرت في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي مع متعاقد في الشركة روسي مولود في إستونيا، قال "إيفان" (اسم مستعار)، إن عربا يتحدثون اللغة الروسية ويضعون شارات "حزب الله" على ملابسهم عرضوا عليه العمل في الشركة وتقاضي 15 ألف دولار لقاء القتال لمدة 8 أشهر، ووافق على العرض وسافر إلى سوريا عبر بيروت.

ونوه غورجان إلى أن أعضاء مجموعة توران، ومعظمهم من آسيا الوسطى، يمكن التعرف عليهم من خلال لون العلم الأزرق والأحمر والأسود، وعبارة "الصدق فضيلة" التي تعلو شعار المجموعة، وتعزى هذه العبارة إلى تيمورلنك، مؤسس الإمبراطورية التيمورية التركية الشيعية الشاسعة (1370-1507).

وأكد غورجان أن استخدام موسكو لمتعاقدين عسكريين أتراك ذوي خلفيات شيعية يعطيها ميزة استراتيجية، نظرا لأن هؤلاء المتعاقدين يمكن أن يندمجوا بسهولة مع القوات الحكومية السورية، كما أن هويتهم الشيعية تشكل عاملا موحدا في القتال ضد الجهادية السلفية.

ولفت المحلل التركي في ختام تحليله إلى أن ضعف قوات النظام السوري وحاجة روسيا إلى تقليص حجم قواتها العسكرية  العسكرية خلق ثغرات أمنية في ذلك البلد الهش أمنيا، ويعد ردم هذه الثغرات باستخدام الشركات العسكرية الصغيرة خيارا قابلا للإنكار ومجديا من الناحية الاقتصادية، وقابلا للاستمرار السياسي بالنسبة إلى موسكو.

وعلاوة على ذلك، وعلى النقيض من الاعتماد على أمراء الحرب المحليين، والجماعات المسلحة أو الشبكات الإجرامية، كما هو الحال في أوكرانيا وليبيا، فإن استخدام الشركات العسكرية الخاصة التي يديرها أفراد العمليات الخاصة الروسية في سوريا، تمنح موسكو مزيدا من السيطرة على القيادة والفعالية القتالية.

وخلص غورجان إلى القول بأنه مع سيطرة الشركات العسكرية الخاصة التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها أو التي تسيطر عليها الولايات المتحدة، حاليا على السوق العالمية، قد يكون الوقت قد حان لدراسة التأثيرات السياسية للشركات العسكرية الخاصة الموالية لروسيا، والشركات التي تركز على الربح وتعمل خارج إطار القانون الوطني والدولي ودون اهتمام كبير بالسيادة و شرعية الدول الهشة مثل سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!