تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

موقف تركيا في سوريا واضح تمامًا، فهي لا تريد على حدودها كيان لوحدات حماية الشعب الكردية، وبالتالي فهي تدعم وحدة تراب جارتها وترفض تقسيمها.

أبدت تركيا وتبدي موقفها هذا ميدانيًّا وعلى طاولة المفاوضات، على الرغم من نفاق روسيا وأمريكا لأنهما تقولان إنهما لا تدعمان المساعي الكردية للاستقلال، لكن فعليًّا تدعم إحداهما وحدات حماية الشعب بالسلاح، بينما تسعى الأخرى لإشراكها في مفاوضات الحل بسوريا من خلال مناورات سياسية.

بعبارة أخرى، تحمي القوى العظمى أو تستخدم الأكراد في سوريا بهدف تحقيق مصالحها. وبطبيعة الحال يتوجب على الولايات المتحدة وروسيا، اللتين لا ترغبان بمواجهة الأكراد في سوريا، أن تتعاملا مع الوضع الدقيق بينهما من أجل مستقبلهما.

بمعنى أن هناك لعبة قذرة في المنطقة محورها وحدات حماية الشعب، إلا أن الشريك فيها يتغير تبعًا للتطورات والمصالح، والدليل على ذلك، أو على الأصح النموذج الأخير لذلك، هو الصورة الفضيحة للجنرال الروسي مع متحدث وحدات حماية الشعب في دير الزور.

ومع أن العنوان المباشر للصورة هو تركيا، إلا أنها لا تخلو من رسائل إلى بقية الفاعلين في المنطقة وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ومن الواضح أن تسريبها مقصود.

سألت الجنرال المتقاعد إسماعيل حقي بيكين رئيس دائرة الاستخبارات السابق في الأركان التركية، عن الموضوع فأجاب:

"تقول روسيا لتركيا من خلال هذه الصورة إنها تتعاون مع وحدات حماية الشعب، وإنها ستقطع دعمها لأنقرة في حال عدم موافقتها على بعض المقترحات الروسية.. وهي توجه رسالة مشابهة لإيران، التي اتفقت مع تركيا ضد حزب العمال الكردستاني..".

ويضيف بيكين:

"أما رسالتها للأكراد فتقول إنها معهم وتطمئنهم. وروسيا قدمت للمرة الأولى دعمها لوحدات حماية الشعب في شرق الفرات، وفي المقابل صرحت الوحدات إن بإمكان روسيا الدخول إلى شرق الفرات بسهولة لأن داعش لم يعد له وجود هناك. أي أن الجانبين يعملان على تطوير العلاقات بينهما".

ويمضي بيكين قائلًا: "لا أدري من سرب الصورة هل هو الروس أم الأكراد، لكن هناك رسائل من الطرفين لأمريكا. فوحدات حماية الشعب تقول إنها ستتعاون مع روسيا إذا أوقفت الولايات المتحدة دعمها، وذلك ردًّا على تصريح واشنطن بأنها ستوقف تقديم الأسلحة وتسترجع بعضها. أما رسالة روسيا فهي أنها ستطبق خطتها للحل في سوريا من خلال التحالف مع وحدات حماية الشعب. فضلًا عن تحذير واشنطن من اللجوء إلى ألاعيب بالتعاون مع أطراف أخرى في المنطقة".

وردًّا على سؤال "هل يقتصر الدليل على اللعبة القذرة في سوريا على مثل هذه الصور التي ظهرت في منبج وعفرين أيضًا"، يجيب بيكين:

"بالطبع لا. الولايات المتحدة وروسيا لا تتحاربان ولا تتناوشان، بل إنهما تتفاوضان. قبل أيام قصفت إسرائيل قاعدة إيرانية قرب دمشق. لم تُطلق صواريخ أس-300 وإس-400، ألم يرصد الرادار الطائرات الإسرائيلية؟ هناك اتفاقات تكتيكية واستراتيجية غريبة في المنطقة إلى درجة أن روسيا رغم حمايتها سوريا وتعاونها مع إيران تغض الطرف عن الغارة الإسرائيلية على سوريا وقصفها قاعدة إيرانية".ِ

عن الكاتب

تونجا بنغن

كاتب لدى صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس