ترك برس

ليفون كوردونشيان، المصممُ العالمي الذي ألبس أشهر الرؤساء والنجوم حول العالم، مثل أوباما، وعبد الله غُل، ومارلون براندو، وأنتوني هوبكينز، وبراد بيت، وغيرهم من المشاهير، يمشي على خطى جدّه الذي يحمل الاسم نفسه، ليعيد تصميم ملابس الرئيس الأكثر أناقة في العصر الحديث؛ مؤسس الدولة التركية: مصطفى كمال أتاتورك.

كان جدّه المصممَ الذي أشرف على تصميم البدلات الرسمية التي ارتداها أتاتورك بالإضافة إلى القبعات الخاصة به، وقد استطاع بالفعل جعل أتاتورك أيقونةً لامعةً في مجال الأزياء الأنيقة والعصرية.

ويرى حفيدُه ليفون، أن نوعية الملابس بإمكانها ترك انطباعٍ قويٍّ في اللقاء الأول لا يُنسى، كما يرى أن البدلات الرسمية مع ربطة العنق السوداء أصبحتا علامةً مميزةً وخاصةً بالرؤساء ونجوم السينما. وإن الأحداث التي يحضرونها غالبًا ما تتطلب منهم ارتداء أزياء غير مريحة بالنسبة لهم، ولكن من وجهة نظر ليفون فإن الملابس تمنح الثقة بالنفس للشخص إذا كانت ذات جودةٍ عاليةٍ وتصميمٍ أنيق، ومن هنا ينبغي على الرجل أن أن ينتبه دائمًا أثناء اختياره للملابس التي سيقوم بارتدائها.

وإتمامًا لمسيرة التراث الذي خلّفه جدُّه، قام ليفون بتصميم أزياء أتاتورك من أجلٍ معرض خاص في إسطنبول تحت عنوان: "ملابس أتاتورك: القائدُ الأكثر أناقةً في القرن"، وقد أقيم المعرضُ في كلية تيد TED في العاصمة أنقرة في الشهر الماضي تشرين الثاني/ نوفمبر.

يقول ليفون: "لقد كان حلمًا يراودني أن أقيم معرضًا كهذا، فالناس دائمًا ما يجلبون لي قطع البدلات التي قامت عائلتي بتصميمها أثناء اللقاءات التي أحضرها في البرامج التلفزيونية".

وعن كيفية اختياره للقطع التي ستعرض في المعرض، قال ليفون: "بدأتُ أولًا بالبدلات الكحلية الزرقاء، فالناس غالبًا ما يعتقدُون أنه لم يرتدِ ذلك اللون، وهذا اعتقادٌ خاطىء سببه أن آلات التصوير في تلك الأيام كانت تصورُ بالأبيض والأسود فقط. لقد أردتُ أن أعرض للناس قطع أتاتورك التي ستكون مفاجأةً بالنسبة لهم".

كان لدى ليفون أربعة بدلاتٍ بالفعل خاصة بأتاتورك، أما البقية فقد قام بصنعها خلال مدةٍ تتراوح ما بين السنتين والسنتين ونصف، صنعها جميعًا من أقمشةٍ أصليةٍ عالية الجودة. وقد وصل عددُ قطع مجموعته الخاصة بأتاتورك إلى ستة عشر قطعة، ويخطّط لجعلها أربعين.

ويشيرُ ليفون إلى أن الأطفال الذين حضروا المعرض قد حقّقوا من خلاله أقصى استفادةً حيث يقول: "بإمكان الأطفال هنا رؤيةُ أشياء مذهلة تمّت صناعتُها في فترة سادتها الطروف الصعبة والقاسية. إنه درسٌ هامٌّ بالنسبة إليهم، فبإمكانهم أن يعلموا أنهم قادرون على صناعة المزيد والأفضل من خلال الفرص الجيدة والمتاحة في وقتنا هذا".

توارثت عائلةُ كوردونشيان جيلًا بعد جيل، تصميم الأزياء وصناعتها. وقد تعلم الجيلُ الرابعُ الخياطة في متجرٍ لمالكٍ يوناني في حي سلطان هَمام في إسطنبول. ومن أجل تعمقٍ أكبر في مجال الأزياء ومتابعة آخر التطورات فيه، قام أتاتورك بإرسال جدّ ليفون إلى باريس ليطوّر مهاراته ويصل إلى الاحترافية.

يقول ليفون عن جدّه: "تزوج جدّي في باريس. وبعد إتمامه التعليم، عاد إلى موطنه وافتتح متجر خياطةٍ خاصًّا به في السلطان هَمام، والتي كانت تمثل قلب الأزياء والموضة في تركيا في ذلك الوقت. هناك، حيث بدأت عائلتي مشوارها في تصميم الأزياء الرسمية والأنيقة".

وصلت شهرةُ العائلة إلى هوليوود ليصبحوا عالميين في تصميم الأزياء، يقول ليفون: "بدأت رحلتُنا في هوليوود مع فرانك سيناترا وأفلام العراب. لقد انتشر اسم جدي في كل مكان دون أن يُضطر إلى ترك بلاده".

إن السبب الأول وراء شغف ليفون في هذا المجال، هو جده ووالده، فقد اعتاد منذ صغره أن يرى الملابس الأنيقة والرسمية التي تصنعها عائلتُه وهي تدخل إلى المنزل ويرتديها الآخرون، لقد ترعرع ليفون في بيئةٍ غنيةٍ بالاحتراف في صناعة الأزياء.

إلا أن الأمر لم يكن بتلك السهولة، ويشرح ليفون ذلك بقوله: "لم يكن سهلًا مثلما توقعت. بدأتُ تعليمي في مجال الأزياء من خلال مراقبة الناس لساعات، فقد علمني جدي كم هي مهمةٌ تلك المراقبة، لقد كنتُ بحاجةٍ لأن أفهم ماذا يرتدي الناسُ وكيف تبدو الأزياء على كل شخصٍ بحدّ ذاته، إن ذلك غايةٌ في الأهمية من أجل صناعة ملابس جيدة".

ويرى ليفون أن تركيا تحتضن الكثير من الخبراء المحترفين في مجال تصميم الأزياء والإكسسوارات المتعلقة بها، كمصممي المجوهرات وخياطي الجلود. كما يؤكدُ على أن عائلته تهتمُّ بنقل المعرفة والمهارات إلى الآخرين، ولا تقتصرُ في تعليم صناعة الأزياء على أفرادها فحسب.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!