ترك برس

رأى إعلامي مصري أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كان ذكيا خلال كلماته وتصريحاته على هامش الزيارة الرسمية إلى السودان، عندما ربط التاريخ بالحاضر، ليس كسلطنة وخلافة، وإنما كرباط أخوي بين الشعبين التركي والسوداني المسلمين.

وقال الإعلامي جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، إن أردوغان عندما ذهب إلى جزيرة "سواكن" التاريخية على البحر الأحمر، لم يستحضر أنها كانت مرفأ عسكريا للقوات العثمانية، وإنما تحدث عنها كمعبر تاريخي للمعتمرين والحجاج إلى ميناء جدة المقابل على ساحل المملكة العربية السعودية.

وأوضح أن الرئيس التركي تحدث بأن المستثمرين الأتراك سيعيدون للجزيرة مجدها الديني كمعبر للعمرة بتقنيات حديثة ، كما تحدث بشيء من العفوية عن أنه يشعر أنه في إسطنبول وليس في الخرطوم، من فرط الحفاوة وروح الأخوة التي ظللت لقاءاته.

وتابع الإعلامي: أردوغان في رحلته إلى السودان اصطحب معه مائتين من رجال الأعمال الأتراك في مختلف المجالات، صناعية وزراعية وسياحية وتجارية، وكثيرا ما يفعل ذلك في سفراته الخارجية، لأنه يفتح لرجال الأعمال الأتراك ـ أبناء بلده ـ أسواقا جديدة، ويساعدهم على الانتشار ويدعم استثماراتهم بعلاقاته السياسية، ويصنع لهم من حضوره جسرا إنسانيا واقتصاديا وسياسيا يساعدهم ويفتح لهم القلوب والأسواق معا.

لذلك يفوز أردوغان منذ خمسة عشر عاما بأي انتخابات يخوضها، في مجالس بلدية أو برلمانية أو رئاسية، إنه يقول لشعبه بصفة دائمة: أنا جئت لكي أخدمكم، دوري هو أن أخدمكم، وكان أمينا في كلامه، وصدقه سلوكه وفعله.

واعتبر سلطان أن زيارة أردوغان للسودان انتهت إلى شراكة استراتيجية بالغة الأهمية، ومتشعبة، فهي شراكة في مجال الاستثمار الزراعي الضخم، حيث هناك مشروع يقضي بأن يتولى الأتراك زراعة مليون فدان محاصيل متنوعة، وشراكة صناعية في أكثر من مجال منها مجالات صيانة السفن الحربية..

هذا إضافة إلى تأسيس مصانع تركية في مجالات متنوعة، وشراكة سياحية، حيث تعهد بتطوير وتحديث جزيرة سواكن وجعلها قبلة سياحية عالمية، كما كانت هناك شراكة عسكرية حيث اتفق الطرفان على تأسيس ميناء عسكري تركي سوداني على البحر الأحمر.

وأضاف سلطان: هذا الذي فعله أردوغان كان من المفترض بداهة أن يفعله الرئيس المصري، فالسودان جزء من مصر، تاريخيا وجغرافيا وشعبيا ولغة وثقافة وميراثا مشتركا، شعب واحد في جوهره.

كان المفترض أن تكون تلك الشراكة الاستراتيجية هي مشروع مصر، وليس مشروع تركيا، وكان يفترض أن تكون السودان هي بوابة مصر الاقتصادية على أفريقيا وليس بوابة تركيا.

واعتبر أن هناك "حزام سياسي واقتصادي وعسكري وثقافي تركي يتشكل في السودان الآن، ويعزل مصر عن أفريقيا، وستزداد تلك العزلة مع نجاح تركيا في الانطلاق من البوابة السودانية إلى وسط أفريقيا".

وأنهى الرئيس التركي، الثلاثاء، زيارة إلى السودان، بدأت الأحد، برفقة 200 من رجال الأعمال، في إطار جولة إفريقية، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في المجالات المختلفة.

وتسود العلاقات بين مصر والسودان، حالة توتر ومشاحنات في وسائل الإعلام، إثر عدة قضايا خلافية، منها النزاع على مثلث حلايب الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!