ترك برس

أهدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زوجة الزعيم الإسلامي السوداني حسن الترابي، مصحفاً مكتوباً بخط اليد من قبل أشهر الخطاطين الأتراك، أرسله لها عبر سفير بلاده في الخرطوم.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن عصام نجل الشيخ الترابي، أن السفير التركي في الخرطوم عرفان نذير أوغلو زارهم اليوم الجمعة في منزلهم برفقة زوجته، حاملاً معه هدية من الرئيس أردوغان إلى الأسرة، وهي عبارة عن مخطوط يدوي للمصحف الشريف، خطه باليد أشهر الخطاطين الأتراك".

وأضاف الترابي الابن أنهم استضافوا السفير وزوجته في الصالون الخاص للشيخ الترابي، ولفت نظر السفير مجسم زجاجي للوحة بداخلها علم لآخر حكم للدولة الإسلامية في السودان، مضيفاً أن السفير التركي سره وأعجبه وجود العلم التركي داخل المنزل لأكثر من 15 عاماً.

وأوضح نجل الترابي أن الأسرة أبلغت السفير التركي أن زيارتهما منزل الترابي تأتي في إطار الإخاء والمودة التي تربطهم والمتمثلة في الإسلام، مشدداً على أن الشيخ الترابي عمل طيلة حياته للقضية الإسلامية.

وبيّن عصام الترابي أنهم عبروا للسفير وزوجته عن امتنانهم للزيارة، واتفقوا على تبادل الزيارات بين الأسرة والسفارة التركية في الخرطوم، لافتاً إلى أن الرئيس التركي إبان زيارته للسودان، كان يعتزم زيارة أسرة الترابي، ولكن برنامجه المزدحم حال دون ذلك.

وأنهى أردوغان، الثلاثاء الماضي، زيارة إلى السودان، بدأها الأحد، برفقة 200 من رجال الأعمال، ضمن جولة إفريقية، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في مجالات مختلفة.

تجدر الإشارة إلى أن حسن الترابي، من أشهر القادة الإسلاميين في العالم، وأحد أبرز المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصرين، وله مؤلفات في تفسير القرآن وأصول الفقه، وأخرى في مجالات الإصلاح الإسلامي والسياسة.

ويعتبر الترابي الأب الروحي للحركة الإسلامية في السودان، وظل طوال حياته محور جدل بسبب آرائه الفكرية والدينية المثيرة ومواقفه السياسية، خاصة بعد دعمه للانقلاب العسكري الذي أتى بنظام الرئيس الحالي عمر البشير في 1989، ولم يلبث أن اختلف الترابي مع تلامذته في 1999، فانقسم إسلاميو السودان بين مؤيد للترابي ومناصر للبشير.

وظل الترابي بصفوف المعارضة لنحو 15 عاما، ثم قبل دعوة البشير للحوار عام 2014، حيث انخرط فيه، وأظهر تأييده لكل خطواته بدعوى تجنيب السودان الانزلاق إلى دوامة عنف، على غرار ما حدث في بلدان عربية عديدة.

وحرص الترابي على أن يختم حياته بدعوة السياسيين في السودان للوقوف على أرضيات مشتركة تنهي أزمة السودان، إلى أن توفي في مارس / آذار 2016، عن عمر ناهز 84 عاما.

ولد الترابي في الأول من فبراير / شباط 1932 بمدنية كسلا شرقي السودان، حيث كان والده قاضيا شرعيا بالمدينة، وكان لوظيفة والده الأثر الكبير في تجوله بأنحاء السودان.

والترابي حاصل على شهادة الحقوق من جامعة الخرطوم، والإجازة من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، ودرجة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس عام 1964

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!