مليح ألتينوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بينما كان من المنتظر أن تزيد الولايات المتحدة من جرعة عدوانيتها تجاه تركيا بسبب صفعة القدس، التي تلقتها من 128 بلدًا في الأمم المتحدة، خففت من حدة تحركاتها فجأة.

فالسفارة الأمريكية في أنقرة أصدرت بيانًا أمس الأول، أعلنت فيه حل أزمة التأشيرة، ورفع القيود على استلام الطلبات من الأتراك.

واتجهت الأنظار إلى السفارة التركية في واشنطن، التي أعلنت بدورها رفع القيود على الأمريكيين بموجب مبدأ التعامل بالمثل.

فما الذي حدث خلال فترة قصيرة لم تتجاوز شهرين ونصف، حتى تراجعت الولايات المتحدة وانحلت الأزمة لصالح تركيا؟

هناك إجابة وحيدة عن هذا السؤال: إنها الدبلوماسية الشجاعة!

لو أننا تصرفنا كما في السابق وأحنينا رؤسنا وحاولنا تحميل المسؤولية لأنفسنا أمام خطوة الولايات المتحدة بشأن التأشيرة..

ولو أننا أنحينا باللائمة على أنفسنا..

ولو أننا انهلنا على أنفسنا بالنقد الذاني..

ولو أننا تقدمنا بالأعذار وأصدرنا توضيحات..

لخرجنا من الأزمة بخفي حنين، أقولها بكل صراحة..

لكننا تعاملنا بمبدأ "العين بالعين والسن بالسن".

عندما لعبت الولايات المتحدة بورقة التأشيرة، جاء رد فعلنا بمهارة، ووضعنا قيودًا في التأشيرة على الأمريكيين.

وبذلك خرجت الأزمة من كونها مشكلة تخص أنقرة فقط، وتحولت إلى مشكلة مشتركة توجب على الولايات المتحدة أيضًا العمل على حلها.

وخرج هذا الحل العقلاني لأن الطرفين تقاسما بشكل متساوٍ تبعات الأزمة.

لكن بالنتيجة فإن للولايات المتحدة، التي تنجح في تخويف منافسيها الجبناء، كرامتها أيضًا.

فبعد أن عادت من أزمة التأشيرة خالية الوفاض، حاولت المحافظة على ماء وجهها.

وفي البيان الصادر بشأن رفع القيود عن التأشيرة وضعت العبارة التالية:

"استنادًا إلى ضمانات قدمتها السلطات التركية..".

غير أن هذا الفقاعة سرعان ما انفجرت، وجاء الرد فورًا من السفارة التركية بواشنطن:

"بخصوص الضمانات التي وردت في البيان الأمريكي، نريد التأكيد أن تركيا دولة قانون، وأن حكومتنا لم تقدم أي ضمانات بخصوص الملفات التي يواصل القضاء النظر فيها. ولا نجد من الصواب إبلاغ الشارعين التركي والأمريكي بمعلومات خاطئة من خلال الادعاء أن الولايات المتحدة حصلت على ضمانات من تركيا، على الرغم من تأكيداتنا في وقت سابق".

عن الكاتب

مليح ألتنوك

كاتب صحفي في صحيفة ديلي صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس