ترك برس

لم تمض على قرار البلدين بإنهاء أزمة التأشيرات بينهما 24 ساعة، حتى أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وابلًا من الانتقادات اللاذعة للولايات المتحدة،، وصلت حد اتهامها بالنفاق السياسي ووصفها بأنها دائما تفعل غير ما تقول.

وجدّد أردوغان، السبت، انتقاده للدعم العسكري الأمريكي للميليشيات الكردية في شمال سوريا، والتي تعتبرها تركيا امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، المصنف في قائمة الإرهاب لدى العديد من الدول، بينها الولايات المتحدة نفسها.

وقال أردوغان: سئمنا من النفاق الموجه لنا نطلب منهم أن يكونوا صادقين معنا، قيل لي شخصيا أنه لن يتم تسليح المنظمات في المنطقة لكن منذ ذلك اليوم تم تسليح المنظمة الإرهابية بما يزيد على أربعة آلاف شاحنة محملة بالأسلحة والناقلات المدرعات تم توزيع هذه الأسلحة على المنظمات الإرهابية على طول الحدود مع سوريا.

الراصدون للتوتر بين أنقرة وواشنطن يرجعون أسباب الخلاف إلى أمرين، حيث تقول أنقرة أن الولايات المتحدة والغرب يدعمان بكل الوسائل بما يسمى بوحدات حماية الشعب الكردية المقاتلة في سوريا، وهذا أمر لا تنكره وواشنطن.

هذه قوات تعتبرها تركيا تهديدا حقيقيا لسلامة أراضيها، بدعوى أنها تسعى لإنشاء كيان مستقل للأكراد، الأمر الذي قد يشجع أبناء جلدتهم الموجودين في تركيا على القيام بأمر مماثل، وفق تقرير لشبكة الجزيرة القطرية.

https://www.youtube.com/watch?v=9XuZvm36ViU

إضافة إلى أن تركيا تقول إنها تمتلك دلائل على أن هذه القوات ما هي إلا جزء من حزب العمال الكردستاني المسلح العدو الداخلي الأخطر على الأتراك.

المشكلة الثانية هي أن الولايات المتحدة تحتضن فتح الله غولن المتهم الأول في محاولة الانقلاب الفاشلة صيف 2016 والذي ترفض تسليمه لتركيا حتى الآن.

هذا الجفاء الدبلوماسي مع أميركا والغرب دفع أنقرة فيما يبدو إلى إعادة النظر في تحالفاتها الدبلوماسية على نحو جعلها تقترب أكثر فأكثر من روسيا، وهو التوجه الذي أنهى ما كان يشوب العلاقات بين أنقرة وموسكو من توتر طوته تفاهمات حول الأزمة السورية تجسدت بين ثنايا مفاوضات استانا وتعززت بعد توقيع البلدين اتفاقية لشراء منظومة الدفاع الصاروخي "إس-400".

وتقول أنقرة إن طلب تسليم فتح الله غولن والمتورطين في محاولة الانقلاب الموجودين في أميركا لا مفر منه والأمر كذلك فيما يخص إنهاء دعم الوحدات الكردية.

وتجدد تركيا لغة التصعيد ضد هذه الوحدات المدعومة أميركيا، إذ قالت إن هذا الدعم لا يعصمها من غضب الأتراك الذين كانوا ومازالوا يردون على التهديدات القادمة من الجانب الآخر من الحدود باستخدام المدفعية فقط، على الأقل حتى الآن، لكنهم قالوا إنهم ماضون في ما وصفوه بتنظيف ما تسيطر عليه تلك الوحدات في أي لحظة ودون أي إنذار.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!