ترك برس

تناول تقرير تلفزيوني لقناة الجزيرة، التقارب بين تركيا وإيران، خلال العام الماضي (2017)، في العديد من الملفات العربية، مشيرًا إلى أن هذا التقارب والتناغم بين البلدين لم يكن ليحدث لولا الفراغ العربي.

وأشار التقرير إلى أن تركيا وإيران جمعتهما التسويات والمصالح في ملفات المنطقة أكثر فأكثر، وتدخّلتا في حروب كانتا فيها لأعوام على النقيض، وتطابقت مواقفهما في أزمات عدّة.

فإيران كانت وبقيت داعمة لنظام الرئيس بشار الأسد، أرسلت رجالها وسلاحها لمحاربة المعارضة السورية، وكانت رأس حربة في كثير من المعارك بدعم مليشيات من جنسيات أخرى تدين بالولاء لها.

أما تركيا فقد مرت مواقفها بتغييرات لا تخطئها العين، حيث دعمت الثورة وناصرت واحتضنت المعارضة على أرضها، ودعت لسنوات من أجل رحيل الأسد.

https://www.youtube.com/watch?v=a41hESTZ4H8

وتابع التقرير: بعد تدخل روسيا في الصراع ودعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية، تغيرت المعادلة العسكرية على الأرض، ودون أن تتخلى عن المعارضة السورية توافقت أنقرة مع طهران وموسكو بشأن ما سمي بمناطق خفض التصعيد.

الأولوية التركية غدت إجهاض قيام دولة كردية وتأمين الحدود مهما كان الثمن، بحسب تقرير الجزيرة.

دخل البلدان أستانا، ومعا يعملان على عقد ما اصطلح على تسميته بالمؤتمر الوطني السوري الجامع، وهو مثار جدل بالنسبة لأطراف سورية معارضة.

وصلت التقارب حد تنسيق أكبر برعاية الرئيسين والقادة العسكريين للبلدين، وتشابه الموقفان بعد ذلك من الأزمة الخليجية غير المسبوقة، حيث عارضتا حصار قطر وفعلت أنقرة الاتفاق الأمني مع الدوحة في وقت قياسي، وعززت طهران علاقاتها التجارية يوما أغلق الجيران وحدودهم لأسباب واهية.

قد لا تكون لإيران وتركيا نفس المصالح والرؤية والتأثير في بلاد كاليمن، الذي لا ترتاح فيه أنقرة لدور إيران، لكن الأمر يختلف مع العراق.

إيران نافذة سياسيا وعسكريا في العراق، وهي موجودة وبقوة لأكثر من سبب، لعل أولها مذهبي.

أمّا تركيا، فعينها كانت دائما على الاستثمارات والمصالح التجارية، ولكن بشأن موضوع كردستان العراق اتحدت الرؤية وإستراتيجية مواجهة نتائج الاستفتاء.

مرة أخرى فرضت المصالح القومية التي تتعارض مع قيام دولة كردية، تحالف أنقرة مع طهران.

اعتبرتا الاستفتاء مؤامرة أميركية إسرائيلية يجب إحباطها بكل الطرق، والبداية كانت إغلاق الطرق والحدود في وجه الإقليم، للضغط عليه ودفعه للتخلي عن مشروع الاستقلال.

القضية الفلسطينية هي ربما الوحيدة التي لم يختلف فيها البلدان أبدا، حيث نددا واستنكرا قرار الرئيس الأميركي باعتبار القدس عاصمة إسرائيل، واستمر التأييد للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة من طهران إلى إسطنبول.

هذا التقارب والتناغم في ملفات متعددة لم يكن ليحدث، لولا الفراغ العربي فيها، عربٌ انقسموا واختلفوا وتناحروا وتنابذوا بالألقاب، فتركوا غيرهم يتدخلون ويؤثرون ويأخذون من المنطقة ما يخدم مصالحهم أولا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!